كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٣٠
ابن نجبة ورفاعة بن شداد، وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة سلام عليك... أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها وغصبها فيأها، وتأمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود، إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق.... وأرسلوا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني، وعبد الله بن وأل التميمي، وبالفعل سلما للإمام الحسين في العاشر من شهر رمضان، وبعد يومين أرسلوا قيس بن مسهر الصيداوي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الأرحبي، وعمارة بن عبيدة السلولي فحملوا معهم قرابة 150 صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة وبعد يومين آخرين، أرسلوا هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي وكتبوا " أما بعد فحي هلا، فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل وكتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر، ويزيد بن الحارث بن يزيد، وعزرة بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، ومحمد بن عمر التميمي، أما بعد:
" فقد اخضر الجنان، وأينعت الثمار، وطم الجمام، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجندة " (1).
فجمع الحسين رسل أهل الكوفة، وقال لهم: " إن رسول الله أمرني بأمر وأنا ماض له... " (2).
وكتب رسالة إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين.. إلى أن قال: " وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم... فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فقوموا مع ابن عمي وبايعوه وانصروه ولا تخذلوه... " (3).

(١) وقعة الطف ص ٨٩.
(٢) الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ٣٣ ومثير الأحزان ص ٢٦ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٨٨١.
(٣) الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ٣٥ ومقتل الخوارزمي ج ١ ص ٩٩٥، وراجع تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧٨.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327