العاص، فسألني فأخبرته بلقاء الحسين بن علي، فقال لي: ويلك فهلا اتبعته، فوالله سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه، قال: فهممت والله أن ألحق به، ووقع في قلبي مقاله، ثم ذكرت الأنبياء، وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق بهم " (1).
أنت تلاحظ أن الثلاثة قد أقاموا الحجة على أنفسهم، وشهدوا عليها من حيث لا يشعرون!! وعبد الله بن مطيع العدوي كان في ما بعد رأس قريش يوم الحرة وأمره الزبير على الكوفة، ثم قتل معه سنة 73، وقد روى أحاديث أخرجها البخاري ومسلم (2) لست أدري كيف كان خروج ابن الزبير صحيحا ومناسبا وخروج الإمام الحسين غير مناسب!! ولا كيف نصر الأول وخذل الثاني، مع أن الإمام أولى بالنصر!! أنت تلاحظ أن خاصة القوم وعامتهم يعرفون الحق، ويعرفون أن الإمام على حق، ومع هذا يخذلونه مع سبق الإصرار ويشهدون على أنفسهم بهذا الخذلان، مكتفين بإلقاء المواعظ على الإمام.
السادسة: الخزيمية سار الإمام الحسين حتى وصل إلى الخزيمية (3) فأقام فيها يوما وليلة وفي صباح تلك الليلة جاءته أخته زينب وقالت له: سمعت البارحة هاتفا يقول:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي على قوم تسوقهم المنايا * بمقدار إلى إنجاز وعدي فقال لها الإمام: " يا أختاه المقضي هو كائن " وفي بعض المراجع: " كل الذي قضى فهو كائن " (4).
السابعة: زرود مشى الإمام الحسين من الخزيمية قاصدا الثعلبية، فمر في طريقه