كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٨
ثم قال: هذا واعية بواعية عثمان بن عفان، هذا ما رواه الطبري في تاريخه عن عوانة بن الحكم.
وقال أبو الفرج الأصفهاني في " الأغاني ": " بعد خروج الحسين أمر عمرو بن سعيد بن العاص صاحب شرطته على المدينة، أن يهدم دور بني هاشم، ففعل وبلغ منهم كل مبلغ " (1).
لست أدري كيف نوفق بين أفعال عمرو بن سعيد وحقده وبين إشاعة إعطائه الأمان للإمام الحسين، ورفض الإمام لهذا الأمان؟!! إلا إذا اعتبرنا أن عمرو بن سعيد قد أعطى كتاب الأمان كخدعة ليلقي القبض على الإمام الحسين، وعمرو هذا مؤهل لذلك، والإمام الحسين أهل لأن يكشف مثل هذه الخدع!! ثم إن يزيد بن معاوية وهو رأس الدولة وفرعونها يأمر واليه على المدينة بأن يأخذ البيعة من الإمام الحسين وإن أبى أن يضرب عنقه!! فهل يملك عمرو بن سعيد أن يتجاهل أوامر الذي عينه أميرا وأن يعطي الأمان للحسين!! يبدو أن أركان الخلافة لا يتقنون الكذب، ثم إن أولاد عبد الله بن جعفر خرجوا مع الإمام الحسين بمحض اختيارهم ومباركة أبيهم وعلمه واستشهدوا معه، ويروي الطبري في تاريخه أنه لما بلغ عبد الله بن جعفر مقتل ابنيه مع الحسين دخل عليه بعض مواليه والناس يعزونه، فقال: " هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين " فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله ثم قال: " يا ابن اللخناء أللحسين تقول هذا، والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه، والله إنه لما يسخي بنفسي عنهما، ويهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسين له صابرين معه "، ثم أقبل على جلسائه فقال: " الحمد لله عز علي بمصرع الحسين أن لا يكن آست حسينا يدي فقد أساه ولدي ".
هذه طبيعة عبد الله بن جعفر، وطبيعة محبته للإمام!! فهل يمكن لمثل هذا الرجل أن يقع في ألاعيب عمرو بن سعيد بن العاص وأن يغفل عن مكر يزيد وبني أمية ثانية. نقول يبدو أن أركان دولة الخلافة لا يتقنون حتى صنع الكذب

(1) الأغاني ج 4 ص 155.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327