كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٩
وإحكامه، فغايتهم إدانة الضحية، ووضع أكاليل الغار على المجرم، وتتويجه بالزور والبهتان فاتحا مع الماجدين!!!.
الإمام الحسين في مكة والعراق في مخاض:
لأن العراق كان مركز الخلافة في عهد الإمام علي، فقد صار محطة لمن هب ودب من الناس، كان أهل العراق مع الإمام علي، وكان أهل الشام مع معاوية، وانتهت الحرب عمليا بهزيمة معسكر الإمام وانتصار معسكر معاوية، ومع أن أهل العراق قد عجلوا بهزيمة معسكرهم، وساعدوا معاوية طمعا بأمواله إلا أن معاوية عاملهم معاملة المهزومين، وتصرف معهم تصرف الفاتح، فقتل أخيارهم، وأبقى شرارهم، وهدم دورهم، وأذلهم أيما إذلال، وقارنوا بين حكم الإمام وحكم معاوية ونظام الإمام ونظام معاوية وولاة الإمام وولاة معاوية، وعرفوا الفروق النوعية بين الرجلين وبين النظامين، فندموا ولات حين مندم، وكان معاوية قد ملكهم بالفعل وملك أموالهم وذرياتهم وحكمهم حكما جبريا، وأدركوا أنه لا يقوى أحد على معاوية إلا الله، وأنه لا خلاص منه إلا بانتهاء أجله!! فلما مات معاوية رقصت قلوب العراقيين فرحا، ولكن على استحياء وبخفية لأن معاوية ألقى الرعب في قلوبهم، فهم يخافونه بحياته، وبموته يخافون صورته، ويخافون شبحه، ومع هذا لما هلك معاوية غالب العراقيون خوفهم وكتبوا إلى الإمام الحسين مجموعة من الكتب.
كتب الشيعة:
اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فخطبهم قائلا: " إن معاوية قد هلك، وإن حسينا قد تقبض على القوم ببيعته وقد خرج إلى مكة، وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهل والفشل فلا تضروا الرجل من نفسه، فقالوا: لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه، قال: فاكتبوا إليه، فكتبوا إليه الرسالة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من سليمان بن صرد، والمسيب
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327