كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٢٥
على الخليفة، وبالتالي فإن الخروج على الخليفة حرام (بإجماع المسلمين) وجريمة من جرائم الخيانة العظمى بغض النظر عن شخصية الخارج. لأن الخروج على الخليفة مهما كان دينه أو خلقه أو أفعاله حرام بإجماع أهل القبلة، تلك هي الثقافة الفاسدة لدولة الخلافة، فالإمام الحسين بالنسبة لقواميس هذه الثقافة خارج على الطاعة، مفارق للجماعة، ومتول لغير ما تولى المؤمنون!! ولكن نظرا لمكانة الإمام الحسين، وقربه من رسول الله يتمايل إعلام دولة الخلافة، وعلماء الخلفاء ويسلكون الطرق الملتوية لإفهام العامة بذلك وبطرق غير مباشرة!!! هم لا يقولون بصراحة ذلك عن الإمام الحسين، ولكنهم يصرحون بذلك عبر أساليب ملتوية وبطرق غير مباشرة، قال يزيد بن معاوية لعلي ابن الحسين بعد مذبحة كربلاء:
" أبوك - يعني الإمام الحسين - الذي قطع رحمي، وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت "، كما قال الطبري ذلك في تاريخه، فيزيد موقن وفق ثقافة دولة الخلافة أن الإمام الحسين قد جهل حق يزيد بالطاعة ونازعه سلطانه الذي أعطاه الله له، وبالتالي فإن العقوبة من جنس العمل وحجمه، فالمؤرخون يتبنون النظرية الرسمية لدولة الخلافة والفتاوى الرسمية لعلماء دولة الخلافة المتعلقة بقضية الخروج، ولكنهم يتمايلون لإيصال مضامين هذه النظرية بطرق غير مباشرة، ومن وسائلهم الاختلاق وخلط الأوراق، وخلط المتناقضات، خلطا يتعذر معه الوقوف على الحقائق الموضوعية المجردة!!.
ثم كيف يبرر علماء دولة الخلافة ومؤرخوها خذلان " حكماء القوم " ومن تبقى من المهاجرين والأنصار للإمام الحسين، وسماحهم بحدوث المذبحة وبالصورة البشعة التي حدثت بها!! بل وكيف تتفق واقعة المذبحة مع تفاصيل نظرية عدالة كل الصحابة التي اخترعها معاوية وأركان دولة الخلافة. لقد رأوا أنه من الأنسب تخطئة الإمام الحسين وأهل بيت النبوة على تخطئة حكماء القوم وأبناء المهاجرين والأنصار!! وليضفوا على أنفسهم رداء الحياد والموضوعية، أطالوا الطريق، والتفوا حول الحقائق طمعا بطمسها وتزويرها أو التشكيك بها.
ثم هل يعقل أن تسمح دولة الخلافة للمؤرخين والعلماء بتأريخ أبو بفتاوى تدينها،!! فالدولة في كل عصر هي الرقيب الصارم على المطبوعات، والنشر،
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327