الحسين يعلم بالضرورة أن الامتناع عن مبايعة الخليفة الطاغية يعني المواجهة، لأن عدم البيعة بمفاهيم الخلفاء الطغاة تعني الخروج على الطاعة، وإعلان الحرب.
ثم إن الإمام الحسين رجل منطق وعقل، فهو يعلم علم اليقين أن معاوية قبل أن يهلك سلم ابنه يزيد مفاتيح بيوت الأموال، فصارت أموال الدولة بيده، ويعلم الإمام الحسين أن معاوية قبل أن يهلك أيضا سلم ابنه قيادة الجيوش المدبرة على الطاعة والتي تتقاضى رواتبها من بيوت الأموال التي يملك يزيد بن معاوية مفاتيحها، ويعلم الإمام الحسين أن أمراء الأقاليم لهم ضلع بالمؤامرة، وهم ليسوا أكثر من موظفين يتقاضون رواتبهم من يزيد بن معاوية!!! ويعلم أن الناس مع من غلب، وأن الجيوش التي يقودها يزيد لا تعرف من الدين إلا قشوره، فهي مجهلة ومعدة إعدادا كاملا لتكون درعا لدولة الخلافة وللخليفة، وعصا بيده يضرب بها من يشاء، ويعلم الإمام الحسين أنه بنظر الناس مجرد ابن النبي المغضوب عليه هو وأهل بيته من قبل الخلفاء خاصة معاوية الذي فرض مسبة أبيه على الرعية واعتبر محبة أهل بيت النبوة وموالاتهم من جرائم الخيانة العظمى، وما زالت قوانين معاوية سارية المفعول، فقد هلك قبل أيام، ولم يقم أحد بإلغاء تلك القوانين، وليس مع الإمام الحسين عمليا إلا أهل بيت النبوة وبضعة عشر رجلا من المؤمنين، ولا قدرة لأهله ولا للقلة المؤمنة على حمايته وحماية موقفه إذا حدثت أية مواجهة بينه وبين والي المدينة وجيش الخليفة في المدينة، وسيتمكن جيش الخليفة من القضاء عليه وعلى أهل بيته بصمت ودون أن يشعر به أحد من المسلمين خارج المدينة!!!.
أين المهاجرون والأنصار؟:
الأكثرية الساحقة من المهاجرين والنبي على فراش الموت قد اتحدت مع إخوانها من أبناء بطون قريش ال 23 أما الأقلية المؤمنة منهم والتي لم تتحد فقد ماتت، وهوى أبناء الأكثرية من المهاجرين هوى بطون قريش، فلا أمل للإمام الحسين بنصرتهم له ولا بدفاعهم عنه وعن موقفه، ثم الإمام الحسين لن يكون