كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٢
الحسين يعلم بالضرورة أن الامتناع عن مبايعة الخليفة الطاغية يعني المواجهة، لأن عدم البيعة بمفاهيم الخلفاء الطغاة تعني الخروج على الطاعة، وإعلان الحرب.
ثم إن الإمام الحسين رجل منطق وعقل، فهو يعلم علم اليقين أن معاوية قبل أن يهلك سلم ابنه يزيد مفاتيح بيوت الأموال، فصارت أموال الدولة بيده، ويعلم الإمام الحسين أن معاوية قبل أن يهلك أيضا سلم ابنه قيادة الجيوش المدبرة على الطاعة والتي تتقاضى رواتبها من بيوت الأموال التي يملك يزيد بن معاوية مفاتيحها، ويعلم الإمام الحسين أن أمراء الأقاليم لهم ضلع بالمؤامرة، وهم ليسوا أكثر من موظفين يتقاضون رواتبهم من يزيد بن معاوية!!! ويعلم أن الناس مع من غلب، وأن الجيوش التي يقودها يزيد لا تعرف من الدين إلا قشوره، فهي مجهلة ومعدة إعدادا كاملا لتكون درعا لدولة الخلافة وللخليفة، وعصا بيده يضرب بها من يشاء، ويعلم الإمام الحسين أنه بنظر الناس مجرد ابن النبي المغضوب عليه هو وأهل بيته من قبل الخلفاء خاصة معاوية الذي فرض مسبة أبيه على الرعية واعتبر محبة أهل بيت النبوة وموالاتهم من جرائم الخيانة العظمى، وما زالت قوانين معاوية سارية المفعول، فقد هلك قبل أيام، ولم يقم أحد بإلغاء تلك القوانين، وليس مع الإمام الحسين عمليا إلا أهل بيت النبوة وبضعة عشر رجلا من المؤمنين، ولا قدرة لأهله ولا للقلة المؤمنة على حمايته وحماية موقفه إذا حدثت أية مواجهة بينه وبين والي المدينة وجيش الخليفة في المدينة، وسيتمكن جيش الخليفة من القضاء عليه وعلى أهل بيته بصمت ودون أن يشعر به أحد من المسلمين خارج المدينة!!!.
أين المهاجرون والأنصار؟:
الأكثرية الساحقة من المهاجرين والنبي على فراش الموت قد اتحدت مع إخوانها من أبناء بطون قريش ال‍ 23 أما الأقلية المؤمنة منهم والتي لم تتحد فقد ماتت، وهوى أبناء الأكثرية من المهاجرين هوى بطون قريش، فلا أمل للإمام الحسين بنصرتهم له ولا بدفاعهم عنه وعن موقفه، ثم الإمام الحسين لن يكون
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327