كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٩
دعيت إلى بيعة يزيد يا أبا عبد الله؟ " فقال له الحسين: " اصنع أني لا أبايع له أبدا... " (1) ولما دعي الإمام الحسين لمقابلة والي المدينة بعد موت معاوية وطلب منه أن يبايع ليزيد بن معاوية، قال الإمام الحسين: " أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة بنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل للنفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح، وتصبحون وننتظر وتنتظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة " (2).
وجد الإمام الحسين مروان بن الحكم في طريقه ذات يوم، فقال له مروان:
يا أبا عبد الله إني لك ناصح، فأطعني ترشد وتسدد، فقال له الحسين " وما ذلك حتى أسمع "؟ فقال له مروان أقول: " إني آمرك ببيعة أمير المؤمنين يزيد فإنه خير لك في دينك ودنياك " فاسترجع الإمام الحسين وقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى الإسلام السلام إذ قد ابتليت الأمة براع مثل يزيد "، ثم أقبل الإمام الحسين على مروان وقال له: " ويحك أتأمرني في بيعة يزيد وهو رجل فاسق، لقد قلت شططا من القول يا عظيم الزلل، لا ألومك على قولك لأنك اللعين الذي لعنك رسول الله وأنت في صلب أبيك الحكم بن العاص، فإن من لعنه رسول الله لا يمكن له ولا منه إلا أن يدعو إلى بيعة يزيد، ثم قال: إليك عني يا عدو الله، فإنا أهل بيت رسول الله، والحق فينا، وبالحق تنطق ألسنتنا، وقد سمعت رسول الله يقول: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان، وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري، فابقروا بطنه، فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدي فلم يفعلوا ما أمروا به، فابتلاهم الله بابنه يزيد، زاده الله في النار عذابا " (3).
فغضب مروان من كلام الحسين ثم قال: " والله لا تفارقني أو تبايع ليزيد بن

(١) راجع النص الكامل لجواب الإمام الحسين بالمرجعين السابقين، الفتوح والمقتل بنفس الصفحتين.
(٢) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج ٥ ص ١٤ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٨٤، ومثير الأحزان ص ٢٤، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٢٥ والموسوعة ص 283.
(3) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم ج 5 ص 17، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 184 والموسوعة ص 285.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327