حلم وكرم وإناة. (1) 23. أتى عقيل إلى معاوية... (بعد استشهاد علي أمير المؤمنين - صلوات الله على آله وشيعته -، وصلح الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام)) (2)، وجلساء معاوية حوله فقال:
يا أبا يزيد، أخبرني عن عسكري وعسكر أخيك، فقد وردت عليهما.
قال: أخبرك، مررت والله، بعسكر أخي فإذا ليل كليل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونهار كنهار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس في القوم، ما رأيت إلا مصليا، ولا سمعت إلا قارئا، ومررت بعسكرك، فاستقبلني قوم من المنافقين ممن نفر برسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة، ثم قال: من هذا عن يمينك يا معاوية؟
قال: هذا عمرو بن العاص.
قال: هذا الذي اختصم فيه ستة نفر، فغلب عليه جزار قريش!
فمن الآخر؟
قال: الضحاك بن قيس الفهري؟
قال: أما والله، لقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيوس؟
فمن هذا الآخر؟
قال: أبو موسى الأشعري.
قال: هذا ابن السراقة.
فلما رأى معاوية أنه قد أغضب جلساءه، علم أنه إن استخبره عن نفسه، قال فيه سوءا، فأحب أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السوء، فيذهب بذلك غضب جلسائه، قال: يا أبا يزيد فما تقول في؟