فقال عقيل: من هذا الذي أجلس أمير المؤمنين بيني وبينه؟
قال: أخوك وابن عمك عتبة.
فقال: أما أنه إن كان أقرب إليك مني إني لأقرب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منك ومنه، وأنتما مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أرض ونحن سماء.
قال عتبة: أبا يزيد، أنت كما وصفت ورسول الله (صلى الله عليه وآله) فوق ما ذكرت، وأمير المؤمنين عالم بحقك، ولك عندنا مما تحب أكثر مما لنا عندك مما نكره. (1) 20. وقال له معاوية يوما: والله، إن فيكم لخصلة ما تعجبني يا بني هاشم.
قال: وما هي؟
قال: لين فيكم.
قال: لين ماذا؟
قال: هو ذاك.
قال: إيانا تعير يا معاوية أجل والله إن فينا للينا في غير ضعف، وعزا من غير جبروت. وأما أنتم يا بني أمية، فإن لينكم غدر، وعزكم كفر.
قال معاوية: ما كل هذا أردنا يا أبا يزيد، قال عقيل:
لذي اللب قبل اليوم ما يقرع العصا * وما علم الإنسان إلا ليعلما قال معاوية:
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده * وإن الفتى بعد السفاهة يحلم وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب لم جفوتمونا يا أبا يزيد فأنشأ يقول:
إني امرؤ مني التكرم شيمة * إذا صاحبي يوما على الهون أضمرا ثم قال: وأيم الله يا معاوية، لئن كانت الدنيا مهدتك مهادها، وأظلتك