عقيل ابن أبي طالب - الأحمدي الميانجي - الصفحة ٦٤
فلما أتت على مسلم ثماني عشرة سنة - وقد مات عقيل أبوه - قال لمعاوية:
يا أمير المؤمنين، إن لي أرضا بمكان كذا من المدنية، وإني أعطيت بها مئة ألف، وقد أحببت أن أبيعك إياها، فادفع إلي ثمنها.
فأمر معاوية بقبض الأرض، ودفع الثمن إليه، فبلغ ذلك الحسين (عليه السلام)، فكتب إلى معاوية:
" أما بعد، فإنك غررت غلاما من بني هاشم، فابتعت منه أرضا لا يملكها، فاقبض من الغلام ما دفعته إليه، واردد علينا أرضنا ".
فبعث معاوية إلى مسلم، فأخبره ذلك، واقرأه كتاب الحسين (عليه السلام)، وقال: أردد علينا مالنا، وخذ أرضك، فإنك بعت ما لا تملك.
فقال مسلم: أما دون أن أضرب رأسك بالسيف فلا.
فاستلقى معاوية ضاحكا يضرب برجليه، فقال يا بني، هذا والله، كلام قاله لي أبوك حين ابتعت له أمك، ثم كتب إلى الحسين (عليه السلام): إني قد رددت عليكم الأرض، وسوغت مسلما ما أخذ.
فقال الحسين (عليه السلام): " أبيتم يا آل أبي سفيان إلا كرما! ". (1) أقول: كتب حول هذه القصة العلامة المفضال المتتبع المحقق جعفر مرتضى العاملي - حفظه الله تعالى - مقالا ممتعا، ونحن نلخص منه ما يلي قال:
ونحن نرى أن هذه الرواية لا يمكن أن تصح لأنه:
طلب معاوية لهذا على خلاف العادة المألوفة، وطلب الشيخ منه ذلك مع طعنه في السن جدا لا ينسجم، فإن عقيلا حينئذ قد ناهز الثمانين، بل أكثر أن

١. شرح نهج البلاغة: ج ١١ ص ٢٥٢ - ٢٥١؛ دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام: ج ١ ص ٢٠٥ - ٢٠٦، بحار الأنوار: ج ٤٢ ص ١١٦ - 117.
أقول: في هذه القضية ما لا يخفى من آثار الافتعال فإن مسلم - رضوان الله عليه - من أبطال حرب الروم في زمن عمر بن الخطاب ومن أبطال حرب صفين كما أشرنا إلى مصادره وإن عقيلا لم يكن أعمى وإنما صار كذلك في آخر عمره كما يأتي...
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تصدير 7
2 المقدمة 9
3 نبذة من سيرة آية الله الميرزا علي الأحمدي الميانجي (رحمه الله) 9
4 ولادته 9
5 أسرته 9
6 دراسته 9
7 تدريسه 10
8 بحوثه ومؤلفاته 11
9 تفسير القرآن 12
10 صفاته 13
11 عطاؤه الاجتماعي، والثقافي، والسياسي 14
12 وفاته 15
13 وصيته 15
14 الكتاب الذي بين أيديكم 19
15 الفصل الأول: أحواله الشخصية 21
16 1 / 1: نسبه 21
17 1 / 2: حب أبي طالب له 21
18 1 / 3: زواجه 22
19 1 / 4: أولاده 25
20 1 / 5: فضله 25
21 1. حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) له ومدحه وغيره إياه 25
22 2. علمه في الأنساب 30
23 قصة إسلام سلمان 34
24 1 / 6: داره 35
25 الفصل الثاني: سيرته 39
26 2 / 1: مع المشركين 39
27 2 / 2: إسلامه 40
28 2 / 3: في الشعب 41
29 2 / 4: سقاية الحاج 42
30 2 / 5: هجرته إلى المدينة 42
31 2 / 6: نصرته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) 43
32 2 / 7: مشاركته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض حروبه 43
33 2 / 8: حضوره في تجهيز النبي (صلى الله عليه وآله) 44
34 2 / 9: مشايعته لأبي ذر 45
35 2 / 10: دوره في زواج أمير المؤمنين (عليه السلام) 46
36 2 / 11: حضوره في تجهيز الزهراء (عليها السلام) 47
37 2 / 12: مشاركته وأولاده لأمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض حروبه 48
38 2 / 13: وكالته لعلي (عليه السلام) في المرافعات 49
39 2 / 14: كتابه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) 50
40 2 / 15: محاوراته مع معاوية 53
41 2 / 16: استشهاد أولاده مع الحسين (عليه السلام) 69
42 2 / 17: حب علي بن الحسين (عليه السلام) لأولاد عقيل 72
43 الفصل الثالث: عقيل والمناقشات حوله 73
44 الأول 73
45 الثاني 77
46 الثالث 78
47 الرابع 80
48 الخامس 80
49 السادس 81
50 تتمة 96
51 نوادره 98
52 من روى عنهم ورووا عنه 99
53 وفاته 99
54 فهرس الآيات الكريمة 101
55 فهرس الأحاديث 103
56 فهرس الأعلام 107
57 فهرس الحوادث والوقائع والأيام 115
58 فهرس المصادر 117