2 / 2 إسلامه بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولعقيل من السن ثلاثين سنة تقريبا على الاختلاف في سن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين البعثة، وكان عقيل مع والده أبي طالب (رضي الله عنه) كما تقدم، ولم يظهر الإسلام إلى أن حضر بدر وأسر فأسلم.
قال ابن عباس: قد كان من كان منا بمكة من بني هاشم قد أسلموا فكانوا يكتمون إسلامهم ويخافون، ولكن المشهور أنه أسلم يوم بدر، وأسلم عباس وقتئذ، ويؤيد قول ابن عباس ما نقلوه من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى، في بدر عن قتل بني هاشم؛ لأنهم أخرجوا إكراها. (1) ويمكن أن يقال أنهم لو كانوا مسلمين لعلل (صلى الله عليه وآله) النهي عن قتلهم بإسلامهم ولو كان مسلما وقتئذ، لما أخذ دور كل من أسلم وهاجر من بني هاشم.
وقيل: أسلم مهاجرا سنة ثمان قبل الحديبية.
وقال الذهبي: هاجر أول سنة ثمان يعني تأخر إسلامه إلى أن هاجر. (2) وقيل: إنه لم يرجع إلى مكة، بل أقام مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهد مشاهده.
و [روي أن عقيلا لما أسر مر به أخوه علي (عليه السلام)] وهو أسير فلما رآه صد عنه، فقال له عقيل: والله لقد رأيتني، ولكن عمدا تصد عني.
فجاء علي (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: " يا رسول الله هل لك في أبي يزيد مشدودة يداه إلى عنقه بنسعه " فانطلق معه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وقف عليه، فلما رأى عقيل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: يا رسول الله، إن كنتم قتلتم أبا جهل فقد ظفرتم وإلا فأدركوا القوم ما داموا بحدثان فرحتهم.