عقيل ابن أبي طالب - الأحمدي الميانجي - الصفحة ٧٥
من ضياعه أخذ قوته لنفسه وقوت عياله وأمهات أولاده، وأعطى الحسن والحسين قوتهما، وأعطاني قوتي، وأعطى من بلغ من ولده، وأعطى عقيل وولده، وولد جعفر وأم هانئ وولدها، وأعطى جميع ولد عبد المطلب... الحديث. (1) وعن أسماء بنت عميس، قالت: حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب، قالت:
كان علي من أجود الناس، لقد كان أبوه يوجه معه باللطف إلى بعض أهله، فيقول: يا أبة، هذا قليل فزده. ثم يأتي أمه فاطمة بنت أسد، فيقول: يا أمه زيدي عليه من نصيبي! فتفعل، ولقد كان يدفع إليه وإلى عقيل الشيء يسوى بينهما، فيميل عقيل عليه، ويقول له: أعطيت أنت أكثر مما أعطيت أنا! فيضعه [على نصيبه] بين يديه، ويقول له: " خذ منه ما تريد ". (2) هذا الحديث يفيد إيثار علي (عليه السلام) على عقيل من نصيبه، وهو طفل أو مراهق، فكيف إذا كان له (عليه السلام) مال وضياع وعقار وغلات.
هذا وفي كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) على إملاق عقيل وفقره وإظهاره الفقر والبؤس عند أمير المؤمنين (عليه السلام).
قال (عليه السلام): " والله، لقد رأيت عقيلا أخي وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعه، وعاودني في عشر وسق من شعيركم يطعمه جياعه، ويكاد يلوي ثالث أيامه خامصا ما استطاعه، ورأيت أطفاله شعث الألوان من ضرهم، كأنما اشمأزت وجوههم من قرهم، فلما عاودني في قوله وكرره أصغيت إليه سمعي، فغره وظنني أوتغ ديني، فاتبع ما سره أحميت له حديدة لينزجر إذ لا يستطيع منها دنوا ولا يصبر، ثم أدنيتها من جسمه فضج من ألمه ضجيج ذي دنف يئن من سقمه، وكاد يسبني سفها من كظمه، ولحرقة في لظى أضنى له من عدمه، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن من حديدة أحماها إنسانها

١. المناقب للكوفي: ج ٢ ص ٦٨ الرقم ٥٥٢.
٢. المناقب للكوفي: ج 2 ص 69 الرقم 553.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تصدير 7
2 المقدمة 9
3 نبذة من سيرة آية الله الميرزا علي الأحمدي الميانجي (رحمه الله) 9
4 ولادته 9
5 أسرته 9
6 دراسته 9
7 تدريسه 10
8 بحوثه ومؤلفاته 11
9 تفسير القرآن 12
10 صفاته 13
11 عطاؤه الاجتماعي، والثقافي، والسياسي 14
12 وفاته 15
13 وصيته 15
14 الكتاب الذي بين أيديكم 19
15 الفصل الأول: أحواله الشخصية 21
16 1 / 1: نسبه 21
17 1 / 2: حب أبي طالب له 21
18 1 / 3: زواجه 22
19 1 / 4: أولاده 25
20 1 / 5: فضله 25
21 1. حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) له ومدحه وغيره إياه 25
22 2. علمه في الأنساب 30
23 قصة إسلام سلمان 34
24 1 / 6: داره 35
25 الفصل الثاني: سيرته 39
26 2 / 1: مع المشركين 39
27 2 / 2: إسلامه 40
28 2 / 3: في الشعب 41
29 2 / 4: سقاية الحاج 42
30 2 / 5: هجرته إلى المدينة 42
31 2 / 6: نصرته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) 43
32 2 / 7: مشاركته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض حروبه 43
33 2 / 8: حضوره في تجهيز النبي (صلى الله عليه وآله) 44
34 2 / 9: مشايعته لأبي ذر 45
35 2 / 10: دوره في زواج أمير المؤمنين (عليه السلام) 46
36 2 / 11: حضوره في تجهيز الزهراء (عليها السلام) 47
37 2 / 12: مشاركته وأولاده لأمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض حروبه 48
38 2 / 13: وكالته لعلي (عليه السلام) في المرافعات 49
39 2 / 14: كتابه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) 50
40 2 / 15: محاوراته مع معاوية 53
41 2 / 16: استشهاد أولاده مع الحسين (عليه السلام) 69
42 2 / 17: حب علي بن الحسين (عليه السلام) لأولاد عقيل 72
43 الفصل الثالث: عقيل والمناقشات حوله 73
44 الأول 73
45 الثاني 77
46 الثالث 78
47 الرابع 80
48 الخامس 80
49 السادس 81
50 تتمة 96
51 نوادره 98
52 من روى عنهم ورووا عنه 99
53 وفاته 99
54 فهرس الآيات الكريمة 101
55 فهرس الأحاديث 103
56 فهرس الأعلام 107
57 فهرس الحوادث والوقائع والأيام 115
58 فهرس المصادر 117