النبي صلى الله عليه وسلم هي تمام الصلاة عليه وتوابعها، لان ذلك مما تقر به عين النبي صلى الله عليه وسلم، ويزيده الله تعالى به شرفا وعلوا، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، وروى ابن حجر الهيثمي عن الإمام الشافعي قوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله من القرآن أنزله يا أهل عظيم القدر انكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له وهناك رأيان في الصلاة على النبي استقلالا، الأول: يجوز القول (اللهم صلى على آل محمد ويكون النبي صلى الله عليه وسلم داخلا في آله فالافراد عنه وقع في اللفظ، لا في المعنى والثاني افراد واحد منهم بالذكر فيقال: اللهم صلى على علي أو على الحسن أو على الحسين أو علي فاطمة) وقد اختلف في ذلك كما اختلف في الصلاة على غير آله من الصحابة فقد كره الامام مالك ذلك وقال: لم يكن ذلك عمل من مضى وهو مذهب الامام أبي حنيفة كذلك، وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة.
وأما السلام فكره البعض ذلك، ان كان في معنى السلام معنى الصلاة، فلا يقال: السلام على فلان، أو فلان عليه السلام بينما فرق آخرون بينه وبين الصلاة وقالوا: السلام يشرع في حق كل مؤمن، حي أو ميت، حاضر وغائب، فإنك تقول بلغ فلانا مني السلام، وهي تحية أهل الاسلام بخلاف الصلاة، فإنها من حق الرسول وآله.
وهكذا رأينا الامام البخاري مثلا، يذكر في صحيحه عبارة عليه السلام بعد اسم الإمام علي وعبارة عليها السلام بعد ذكر اسم السيدة فاطمة الزهراء في عدة أحاديث فأما عن السيدة فاطمة الزهراء فقد جاء في باب مناقب علي من حديث ابن أبي ليلي قال: حدثنا علي ان فاطمة عليها السلام، شكت ما تلقى من اثر الرحا... (صحيح البخاري 5 / 24) وفي باب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم (صحيح البخاري 5 / 25).
ومن حديث عروة بن الزبير عن عائشة أن فاطمة عليها السلام، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم (صحيح البخاري 5 / 25) وفي (باب عمرة