جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله تعالى.
وروي ابن سعد في شرف النبوة عن علي، رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة، إن الله عز وجل يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك، وروي أبو نعيم في فضائل الصحابة، وابن عساكر في تاريخه وأبو يعلى في مسنده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا فاطمة، إن الله ليغضب لغضبك، ويرضي لرضاك.
هذا ولما أقسم أبو لبابة، عند ما ربط نفسه في المسجد (في غزوة بني قريظة) ألا يحله أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت فاطمة لتحله فأبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما فاطمة مضغة مني، فحلته، ويقول الإمام السهيلي في (الروض الأنف) بعد ذكر الحادث، فصلى الله عليه وفاطمة، فهذا حديث يدل على أن من سبها فقد كفر، وأن من صلى عليها، فقد صلى على أبيها، صلى الله عليه، وسلم.
ويعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الزهراء أحب الناس إليه فلقد اخرج الطبراني عن علي أنه قال: يا رسول الله أينا أحب إليك، انا أم فاطمة، قال صلى الله عليه وسلم فاطمة أحب إلى منك، وأنت أعز على منها) وروى ابن عبد البر: سئلت عائشة، رضي الله عنها، اي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فاطمة، قبل فمن الرجال، قالت: زوجها، إذ كان ما علمته صواما قواما، ومن ثم فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فميا يروى الحاكم - إذا رجع من سفر أو غزاة اتى المسجد فصلى ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم يأتي أزواجه وعن ابن عمر بسنده انه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة وإذا قدم من سفر كان أول الناس به عهدا فاطمة رضي الله تعالى عنها.
هذا وقد أكرم الله الزهراء بأن حفظ ذرية نبيه صلى الله عليه وسلم في ذريتها وأبقى عقبه في عقبها، فهي وحدها - دون بناته وبنيه - أم السلالة الطاهرة والعترة الخيرة، والصفوة المختارة من عباد الله من أمته صلى الله عليه وسلم وأعظم بها مفخرة وهكذا كان من ذرية الزهراء من أبناء الحسن والحسين جميع السادة الاشراف، ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، ما خلا