الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ١١٠
وسيموت في حبس الرشيد كذلك عبد الله بن الحسن (الأفطس).
قتله جعفر بن برمك وزير الرشيد. وسيموت في حبسه محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسن، و العباس بن محمد بن عبد الله، وكذلك الحسين ابن... عبد الله بن جعفر. (1) وفي عهد المأمون وجه إلى جماعة من آل أبي طالب. فحملوا إليه في مرو عاصمة خراسان وفيهم الإمام على الرضا (بن الكاظم بن الصادق) فخاطبه في أن يكون ولى عهده. فأبى. فتهدده بقوله. (إن عمر جعل الشورى في ستة آخرهم جدك. وقال من خالف فاضربوا عنقه. ولا بد من قبول ذلك) فقبل. وبايع له المأمون والعباس بن المأمون.
ثم دعاه المأمون للخطبة فأوجز، وكأنه يتوقع وجازة أيامه. فاكتفى بعد أن حمد الله بقوله (إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله.
ولكم علينا حق فإذا أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم). لكنه مات بعد قليل في ظروف مبهمة لا يستبعد منها دس السم كما تؤكد الشيعة، فموت على الرضا كان حلا لإشكالات بنى العباس سواء من يحبون المأمون، أو الكارهين للرضا، أو للمأمون ذاته. (2)

(1) وتستمر عجلات الطغيان في الدوران. وتتوالى مقاتل الطالبين توالى الخلفاء العباسيين - ففي بدء عهد المأمون يقتل بالعراق: الحسن بن الحسين بن زيد عند قنطرة الكوفة مع أبي السرايا. والحسن بن إسحاق بن علي في وقعة السوس مع أبي السرايا. ومحمد بن الحسن بن الحسين يقتل باليمن في أيام أبى السرايا. وعلي بن عبد الله بن محمد يقتل باليمن في أيام أبى السرايا ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل (وهو ابن طباطبا) الخارج مع أبي السرايا سنة 199 مطالبين بالبيعة (للرضا من آل محمد).
وقد انهزموا بجيش هرثمة بن أعين قائد المأمون سنة 200. وقتلى العلويين على يد هذا الجيش كثيرون. * (2) وفي عهد المعتصم خرج محمد بن القاسم... بن علي بالطالقان فقبض عليه عبد الله بن طاهر وبعث به إلى الخليفة. وحبس المعتصم عبد الله بن الحسن... بن جعفر حتى مات في مخبئه. فلما جاء الواثق أمن العلويون بضع سنين. إذ جمعوا ثم حبسوا، عن الانطلاق خارج العاصمة سامرا، فتطامنوا وأطمأنت السلطة. ثم هبت عليهم في أيام المتوكل ريح عاتية من جنون الفزع.
فلقد أزال قبر الحسين وحرثه حتى لا يزار. وشتت شمل شيعته وفرقهم في النواحي. فمنهم من حبسوا ومنهم من تواروا حتى ماتوا في مهربهم - وتناقل الناس أشعارا منسوبة إلى ابن السكيت عالم النحو الكبير، وكان يعلم ولدى المتوكل. وفي هذه الأشعار:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على ألا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما!
وربما أراد المتوكل أن يتيقن من صدور هذا الشعر أو من ولاء العالم حين سأله:
أيهما أحسن: ولداي (المؤيد والمعتز) أم الحسن والحسين؟... ولم يرضه جوابه. فأمر بقتله فقتلوه. ولم يلبث المتوكل إلا قليلا حتى قتله ابنه " المنتصر " في مؤامرة!
وإنما كانت فظاعة الجريمة الأخيرة قصاصا عجلت به السماء، لمقتل عالم آثر الصدق.
ولم يصلح للعلويين بال إلا أشهرا بعد مصرع المتوكل. ليعود البطش بهم إلى عنفوانه في أيام المستعين. فمنهم من خرج وخرج الناس معه، كيحيى بن عمر خرج فقتل. ومنهم من خرج ولم يخرج الناس معه، فحبس ليموت سنة 271. وهو الحسن بن محمد المعروف بالحرون. ومنهم محمد بن جعفر خرج وحبس حتى مات في سامراء ليتتابع سجل الشهداء...
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 113 115 117 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375