ذلك إلا رزق يحصله من دأبه. يقول الإمام " من لم يكن فيه خصلة من ثلاث لم يعد نبيلا. من لم يكن له عقل يزينه أو جدة تعينه أو عشيرة تقصده ".
والصحابة العظماء كانوا يعملون يعيشوا. وما أكثر ما عمل " على " ليعيش - وهو تراث أهل البيت الذين لا يضيعون الزمان سدى. يقول الإمام " الأيام ثلاثة: يوم مضى لا يدرك. ويوم الناس فيه فينبغي أن يغتنموه.
وغد في أيديهم أمله " وما الاغتنام إلا بالعمل الصالح للنفس وللناس.
أما من قعد يلتمس عطاء الآخرين فيده هي السفلى. ومثله مثل القاعد عن العبادة. أو كالذي ينتظر الذهب والفضة تساقطان من السماء.
يقول عن القاعدين: " الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ".
والشيعة في كل مجتمعاتهم يدأبون كدأب آبائهم أو أشد. ويتقلبون في البلاد بتجاراتهم، كهيئة ما كانوا يتقلبون في الأيام الأولى. مع إلزام صاحب المال المسؤولية عن طريقة كسبه وأبواب إنفاقه.... يقول يحيى بن معاذ (مصيبتان لم يسمع بمثلهما في الأولين والآخرين للعبد في ماله عند موته: يؤخذ منه كله. ويسأل عنه كله).
وهم إلى جوار إيجابهم العمل يوجبون الاستقلال فيه. وعدالة توزيع الرزق منه. فلا يجوزون الشركة المطلقة بين اثنين في كل نشاطهما...
وشرط الشركة وجود رأس المال. وهم يسمون الشركة بدونه " شركة أبدان " ولا يصححونها. لأن كل إنسان مستقل بجهده. ومنافع جهده له - فإذا أخذ من الآخر أخذ مالا يستحق - وفي هذا حض على الاستقلال الشخصي، والسعي الخاص، حتى لا يكون أحد كلا على غيره. وكمثلهم الشافعي لا يجوز هذه الشركة. فلكل ما سعى.
وهم أعداء للتواكل - جاء أمير المؤمنين عليا العلاء الحارثي فقال:
يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصما. لبس العباءة وتخلص من الدنيا.
قال: على به. فلما جاء قال (يا عدو نفسه. لقد استهام بك الخبيث.
(الشيطان) أما رحمت أهلك وولدك. أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره