" إن الله لم يحرم الزينة، وإذا كانت الزينة غير محرمة، فنحن بها أولى.
ثم قال لسفيان الثوري وقد أراد أن يبين له سوء نيته:
ما ترى علي من ثوب إنما لبسته للناس، ثم اجتذب يد سفيان فجرها إليه، ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا، فقال:
هذا لبسته لنفسي وما رأيته فهو للناس، ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن وداخل ذلك ثوب لين فقال: لبست هذا الأعلى للناس ولبست هذا لنفسك تسرها "، وفي " حلية الأولياء " عن سفيان الثوري: " دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز، فجعلت أنظر إليه معجبا فقال لي: يا ثوري ما لك تنظر إلينا لعلك تعجب مما رأيت فقلت له يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك. قال:
يا ثوري كان ذلك زمانا مقفرا مقترا وكانوا يعملون على قدر إقفاره وإقتاره وهذا زمان قد أسبل كل شئ فيه عز إليه " ثم حسر عن ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل والردن عن الردن وقال يا ثوري لبسنا هذا الله تعالى وهذا لكم فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه.