والسياسية العصرية.
وقد وجد اتجاه معاكس وكأنما نشأ من ردود الفعل فإنه رفض التحديث بشكل كلي وأصر على القديم تحت شعار (عليك بالقديم لا بالمحدثات)، وقد رام هؤلاء أن يدافعوا عن أصولهم الدينية ولكنهم أخطأوا المرمى، بل بالعكس فإنهم وقفوا حجر عثرة في بعض الحالات امام المجاهدين.
كما أخطأ أولئك بفكرة التحديث فان الدين نزل من الحق تعالى وان حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة. وان الفكر الديني هو الوحيد الذي يملك القدرة على رقي الانسان وبناء الحضارات السليمة والانسان الصالح.
كما أن القوانين الدينية الثابتة غير قابلة للمساومة والتبديل، نعم ان الأساليب في التبليغ والارشاد وطريقة الطرح في بعض المسائل المرتبطة بالعرض أمور موكولة إلى أهل الدين عليهم أن يستفيدوا من الطرق التي تلائم كل مجتمع وكل انسان وتدخل تحت عنوان (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
وليس معنى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، يقولوا ما يشاؤوا وما تبدعه أذهانهم من آراء ونسبتها إلى الدين والاسلام.
فان هذا انحراف خطير، فان الانسان - وأي انسان - لا يمكنه أن ينسب شيئا إلى الدين إلا إذا كان أهلا لفهم الأصول الدينية ومصادر العقيدة والتشريع، يعني واصلا إلى قدرة الاستنباط للمسألة الشرعية سواء كانت كلية أو فرعية.
وان ذلك الانحراف هو الذي أوقع أصحابه في دعوى عدم وجود حاجة إلى الفقه والأبحاث الأخلاقية والأبحاث الدينية الأخرى. بل على العكس ان الانسان في العصر المادي والمعركة المادية أحوج ما يكون إلى المدد الروحي والى الروحانية الدينية ليقاوم بها الفكر المادي بكل اشكاله وحتى ذلك الفكر المادي الذي حسب نفسه على الدين، أعوذ بالله تعالى.
ومن هذه النتيجة نعرف سر نجاح الشيخ القمي بحركته الأخلاقية في عصر