اليوم كثيرا، ولا أقدر على المطالعة والكتابة.
وكان متألما جدا ولسان حاله يقول: لعل أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) قد طردوني من بابهم. وكان من عادته أن يقول ذلك أحيانا بتأثر ويبكي).
وأضاف الشيخ محدث زاده:
(وكنت في ذلك الوقت مشغولا بالدراسة، فذهبت إلى المدرسة وعندما رجعت في الظهر إلى البيت رأيته مشغولا بالكتابة، فقلت له: هل تحسنت عينك؟
فقال: قد ذهب الوجع كله.
فسألته: وكيف عالجتها؟
فأجاب: توضأت وجلست قبال القبلة وأخذت كتاب الكافي وفتحته على عيني، فزال الوجع من عيني.
وبعد ذلك فان عينه لم تؤلمه إلى آخر عمره).
* وكان كتاب الكافي هذا الذي نشره على عينه مخطوطا بخط الفقيه المشهور الملا عبد الله التوني صاحب كتاب (الوافية) وكان المحدث القمي معتزا به كثيرا.
* وعندما كان مقيما في المشهد الرضوي مرض ولده الصغير فأحضر له دواءا شعبيا وضع فيه قليلا من السكر وجئ به ليشربه وحينئذ وضع المحدث القمي إصبعا من يده اليمنى في ذلك الشراب وحركه في داخل الاناء. فقالت له زوجته:
انتظر حتى آتيك بملعقة.
فأجابها الشيخ: كان قصدي من ذلك الاستشفاء، لأني بهذه اليد كتبت آلافا من أحاديث الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) (1).
ونقل عنه: انه كان لا يأخذ كتب الحديث ولا يمسها إلا على طهارة ووضوء، وإذا أراد أن يقرأ في كتب الأحاديث فإنه يجلس على ركبتيه متأدبا ويتوجه إلى القبلة ثم يبدأ بالمطالعة.