مالا يليق بهم.
* وقد ذكر الشيخ البهائي هذا المثال في الكشكول.
وجاء به منظوما (1).
روي أنه كان في جبل لبنان رجل من العباد منزويا عن الناس في غار في ذلك الجبل، وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف الآخر، وكان على ذلك الحال مدة طويلة لا ينزل من ذلك الجبل أصلا، فاتفق أن انقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي، فاشتد جوعه وقل هجوعه فصلى العشاءين وبات في تلك الليلة في انتظار شئ يدفع به الجوع فلم يتيسر له شئ، وكان في أسفل ذلك الجبل قرية سكانها نصارى فعندما أصبح العابد نزل إليهم واستطعم شيخا منهم فأعطاه رغيفين من خبز الشعير، فأخذهما وتوجه إلى الجبل وكان في دار ذلك الشيخ كلب جرب مهزول، فلحق العابد ونبح عليه وتعلق بأذياله فألقى عليه العابد رغيفا من ذينك الرغيفين ليشتغل به عنه، فأكل الكلب ذلك الرغيف ولحق العابد مرة أخرى وأخذ في النباح والهرير فألقى إليه العابد الرغيف الآخر فأكله ولحقه تارة ثالثة واشتد هريرة وتشبذ بذيل العابد ومزقه فقال العابد سبحان الله! اني لم أر كلبا أقل حياء منك أن صاحبك لم يعطني إلا رغيفين وقد أخذتهما مني ماذا تطلب بهريرك وتمزق ثيابي، فأنطق الله تعالى الكلب فقال:
لست أنا قليل الحياء، اعلم اني ربيت في دار ذلك النصراني احرس غنمه واحفظ داره وأقنع بما يدفعه إلي من خبز أو عظام، وربما نسيني فأبقى أياما لا أكل شيئا بل ربما تمضي أيام لا يجد هو لنفسه شيئا ولا لي ومع ذلك لم أفارق داره منذ عرفت نفسي ولا توجهت إلى باب غيره، بل كان دأبي انه إن حصل شئ شكرت