منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ٢٧٨
المؤمنين أن أتبرك بذكر عدة فقرات من إحدى خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الشريفة:
قال:
" احذروا هذه الدنيا الخداعة الغدارة التي قد تزينت بحليها، وفتنت بغرورها، وعزت بآمالها، وتشوفت لخطابها، فأصبحت كالعروس المجلوة والعيون إليها ناظرة والنفوس بها مشغوفة، والقلوب إليها تائقة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة.
فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر بسوء أثرها على الأول مزدجر " (1).
إلى أن قال (عليه السلام):
" ومما يدلك على دناءة الدنيا ان الله جل ثناؤه زواها عن أوليائه وأحبائه نظرا واختيارا، وبسطها لأعدائه فتنة واختبارا.
فأكرم محمدا نبيه (صلى الله عليه وآله) حين عصب على بطنه من الجوع.
وحماها موسى نجيه المكلم، وكانت ترى خضرة البقل من صفاق بطنه من الهزال " (2).
وساق (عليه السلام) الكلام في زهد الأنبياء (عليهم السلام) وتنزههم عنها وانهم:
" أنزلوا الدنيا من أنفسهم كالميتة التي لا يحل لأحد أن يشبع منها إلا في حال الضرورة إليها، وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس، وامسك الروح، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتد نتنها، فكل من مر بها أمسك على فيه، فهم يتبلغون بأدنى البلاغ ولا ينتهون إلى الشبع من النتن ويتعجبون من الممتلي منها شبعا، والراضي بها نصيبا.
إخواني والله لهي في العاجلة والآجلة لمن ناصح نفسه في النظر، وأخلص لها الفكر أنتن من الجيفة، وأكره من الميتة، غير أن الذي نشأ في دباغ الإهاب لا يجد نتنه، ولا يؤذيه رائحته ما تؤذي المار به، والجالس عنده " (3).

(1) سفينة البحار: ج 1، ص 466، الطبعة الحجرية. البحار: ج 73، ص 108، ح 109.
(2) سفينة البحار: ج 1، ص 466، الطبعة الحجرية. البحار: ج 73، ص 110، ح 109.
(3) سفينة البحار: ج 1، ص 466 الطبعة الحجرية، البحار: ج 73، ص 111، ح 109. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: " تمثلت الدنيا لعيسى (عليه السلام) في صورة امرأة زرقاء.
فقال لها: كم تزوجت؟
قالت: كثيرا.
قال: فكل طلقك؟
قالت: بل كلا قتلت.
قال: فويح لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين " من المؤلف (رحمه الله).
أقول: رواه الحسين بن سعيد الأهوازي الكوفي، في: الزهد، باب 8، ح 129، ص 48، ونقله في البحار: ج 14، ص 330، ح 67، وفي: ج 73، ص 125، ح 120.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 101
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 107
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 109
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 115
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 116
10 ذكر حكايتين مناسبتين 121
11 لطيفة 124
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 128
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 137
14 المنجيات من ضغطة القبر 141
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 150
16 ذكر حكايات 155
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 161
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 163
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 165
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 179
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 184
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 194
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 195
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 197
25 ختم ذكره حتم 199
26 موقف الميزان الآيات 201
27 الأخبار في فضل الصلوات 202
28 روايات في حسن الخلق 206
29 حكايات في حسن الخلق 210
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 219
31 حكايتان مناسبتان 221
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 225
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 228
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 233
35 أسماء عقبات الصراط 236
36 حكاية 238
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 239
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 243
39 جملة من قصص الخائفين 249
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 265
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 286
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 287
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 291