عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) «الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل» ثم جمع بعلها وولداها وأهل بيته وأكلوا وأشبعوا والطعام كما هو، فأوسعت فاطمة على جيرانها صلوات الله عليها (1).
وروى المرحوم المجلسي مرفوعا (2) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام أياما لم يطعم طعاما - أف لك يا دنيا - حتى شق ذلك عليه - بحسب الطبيعة البشرية - وطاف في منازل أزواجه، فلم يصب عند واحدة منهن شيئا، فأتى فاطمة فقال: يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع؟ فقالت: لا والله بأبي أنت وأمي، فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وغطت عليها، وقالت: لآثرن بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرجع إليها فقالت: بأبي أنت وأمي قد أتانا الله بشيء فخبأته، قال: هلمي، فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليه بهتت، فعرفت أنها كرامة من الله عز وجل، فحمدت الله وصلت على نبيه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من أين لك هذا يا بنية؟
فقالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فحمد الله عز وجل وقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء العالمين في بني إسرائيل في وقتهم، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى فسألت عنه قالت: (هو من عند الله إن الله يرزق من