من عاج، فإن هؤلاء أهل بيتي، ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا» (1).
يتبين من هذا الحديث أن إدراك أي نعمة في دار الدنيا يؤدي إلى الحرمان منها في الأخرى. والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يرضى لفاطمة والحسنين - مع شدة رحمته بهم - أن يتورطوا بحطام الدنيا مهما كان جزئيا ضئيلا ليس له قيمة. والحال أن الدنيا والآخرة جميعا لهم، ومنعه إياها ناتج عن شدة محبته لفاطمة (عليها السلام)، بحيث لا يريد لها أن تفقد أي نعمة من النعم الباقية التي قدرها الله لها في الآخرة، فميزها بهذه الخصيصة وهي من الشؤونات الخاصة بفاطمة والحسنين.
فماذا يطمع أولئك الذين انغمسوا في المعاصي عمرا، فما انتبهوا لحظة من الغفلة، وعاشوا في الأبراج المشيدة والقصور العاجية، وغرقوا بالدر والمجوهرات، فما هو نصيبهم في الآخرة؟! لا أدري كيف تقاس هذه الحياة بهذا الحديث؟!
آه.. آه.. تأمل جيدا هل أنت في حلم أو أنها أحاديث نبوية مروية في مصادر موثقة وبطرق صحيحة أكتبها أنا وتقرأها أنت؟ نرجو من الله أن ينبهنا عن نومة الغافلين بفضله ومنه.
الحديث العشرون: روى الحافظ أبو سعيد في شرف النبوة عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع! نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع» (2).
الحديث الحادي والعشرون: في ينابيع المودة عن الحافظ الغساني مرفوعا