" ملك من ملائكة الله عز وجل، موكل بالسحاب، بيده - أو قال: في يده - مخراق (1) من نار يزجر به السحاب فيسوقه حيث أمره الله ". قالوا: فما هذا الصوت؟ قال: " صوته ". قالوا:
صدقت.
ورى الإمام أحمد، والبزار، والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه أن يهوديا قال: يا محمد مم يخلق الإنسان؟ قال: " يا يهودي، يخلق من كل من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، أما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم " (2). فقال اليهودي: هكذا كان يقول من كان قبلك.
وروى الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم وصححه، والبيهقي، وأبو نعيم عن صفوان بن عسال - بعين فسين مشددة مفتوحتين مهملتين - قال: " قال يهودي لصاحبه اذهب بنا إلى هذا النبي فنسأله. فقال له صاحبه: لا تقل نبي فإنه لو سمعك تقول النبي كان له أربعة أعين، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن قول الله عز وجل: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) (الإسراء 101) فقال: " لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرفوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف وعليكم يا معشر اليهود خاصة ألا تعدلوا في السبت ".
فقبلا يديه ورجليه وقالا: " نشهد أنك نبي ". قال: فما يمنعكما أن تسلما "؟ فقالا: " إن داود دعا الله ألا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن أسلمان أن تقنلنا يهود " (3).
وروى مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من اليهود فقال: أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في ظلمة دون الجسر ".
قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: " فقراء المهاجرين ". فقال: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟
قال: زيادة كبد نون ". قال: " فما غذاؤهم على أثره "؟ قال: " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها ". قال: فما شرابهم عليه؟ قال: " من عين فيها تسمى سلسبيلا ".
قال : صدقت.
قال: وجئت أسأل عن شئ لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان،