الثاني: في من وقفت على اسمه من الجن الذين اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أن اسم النفر السبعة أو التسعة على الاختلاف. فقال مجاهد كانوا سبعة ثلاثة من أهل حران وأربعة من نصيبين وكانت أسماؤهم حسي ومنسى وشاصر وماصر والأرد وإينان والأحقب.
رواه ابن أبي حاتم.
وقال إسماعيل بن أبي زياد: هم تسعة: سليط وشاصر وخاضر وحسا ومسا والأرقم والأدرس وحاصر.
وروى البيهقي عن أبي معمر الأنصاري قال: بينا عمر بن عبد العزيز يمشي إلى مكة بفلاة من الأرض إذ رأى حية ميتة فقال علي بمحفار. فحفر له ولفه في خرقة ودفنه، وإذا بهاتف يهتف لا يرونه: رحمة الله عليك يا سرق فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تموت يا سرق في فلاة من الأرض فيدفنك خير أمتي. فقال عمر: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا رجل من الجن، وهذا سرق ولم يبق ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم أحد من الجن غيري وغيره، وأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تموت يا سرق بفلاة من الأرض ويدفنك خير أمتي (1).
وذكر ابن سلام من طريق أبي إسحاق السبيعي (2) - بسين مهملة مفتوحة فموحدة فمثناة تحتية - عن أشياخه عن ابن مسعود أنه كان في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون فرفع لهم إعصار ثم جاء إعصار أعظم منه ثم انقشع فإذا حية قتيلة، فعمد رجل منا إلى ردائه فشقه وكفن الحية ببعضه ودفنها، فلما جن الليل إذا امرأتان تسألان: أيكما دفن عمرو بن جابر فقلنا ما ندري ما عمرو بن جابر قالتا: إن كنتم ابتغيتم الأجر فقد وجدتموه، إن فسقة الجن اقتتلوا مع المؤمنين فقتل عمرو بن جابر وهو الحية التي رأيتم، وهو من النفر الذين استمعوا القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن عباد بن موسى، العكلي، حدثنا المطلب بن زياد الثقفي، حدثنا أبو إسحاق أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في مسير لهم وإن حيتين اقتتلتا فقتلت إحداهما الأخرى فعجبوا من طيب ريحها وحسنها، فقام بعضهم فلفها في خرقة ثم دفنها، فإذا قوم يقولون السلام عليكم - لا يرونهم - إنكم دفنتم عمرا إن مسلمتنا وكفارنا اقتتلوا فقتل الكافر المسلم الذي دفنتم، وهو من الرهط الذين أسلموا مع رسول الله صلى عليه وسلم.
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائد المسند والطبراني والحاكم عن صفوان بن