عليك يا نبي الله من الله ورحمته وبركاته، لا إله إلا الذي هداني إلى الإسلام، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والأرض إن عيسى لم يزد على ما ذكرت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقد مر بنا ابن عمك وأصحابه فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا وقد تبعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين وقد أرسلت بابني أريحا بن أصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن أمرتني أن أجئ فعلت يا رسول الله فإني أشهد أن ما تقول حق (1).
تنبيهات الأول: ذكر ابن إسحاق أن رفيق عمرو في هذه السفرة عبد الله بن أبي ربيعة، قالوا:
والصحيح أن رفيق عمرو في هذه السفرة عمارة، وعبد الله كان رفيق عمرو في خروجهما بعد وقعة بدر.
الثاني: قول جعفر للنجاشي رضي الله عنهما: (وأمرنا بالصلاة) أي التي كانت قبل فرض الصلوات الخمس. وقوله: (والزكاة) أراد مطلق الصدقة لأن زكاة المال إنما فرضت بالمدينة.
الثالث: في بيان غريب ما سبق:
البطريق: بالكسر كالقائد من العرب.
ضوي (2): أوى، يقال ضويت إليه إذا أويت وانضممت.
لا ها الله إذن: الهاء بدل من الواو، أي لا والله، هكذا جاء في الحديث لا ها الله إذن قيل: والصواب لا ها الله ذا: بحذف الهمزة ومعناه لا والله لا يكون ذا. أو والله الأمر ذا، فحذف الكلام واختصر تخفيفا لكثرة الاستعمال. ولك في ألفها مذهبان: أحدهما تثبت ألفها لأن الذي بعدها مدغم مثل دابة. والثاني: أن تحذفها لالتقاء الساكنين قاله في النهاية.
وقال ابن مالك: في اللفظ بها أربعة أوجه:
أحدها: ها لله إذن: بهاء تليها اللام.
الثاني: ها لله: بألف ثابتة قبل اللام.
الثالث: الجمع بين ثبوت الألف وقطع الهمزة.