قال البلاذري: قالوا كان عامر من المستضعفين فكان يعذب بمكة ليرجع عن دينه حتى اشتراه أبو بكر وأعتقه.
وروى ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي - بضم القاف وكسر الظاء المشالة المعجمة - قال: كان عامر بن فهيرة يعذب حتى لا يدري ما يقول.
ومنهم أبو فكيهة واسمه أفلح ويقال يسار. وكان عبدا لصفوان بن أمية فأسلم حين أسلم بلال، فمر به أبو بكر رضي الله عنه وقد أخذه أمية بن خلف فربط في رجله حبلا وأمر به فجر ثم ألقاه في الرمضاء فمر بن جعل فقال: أليس هذا ربك فقال: الله ربي خلقني وخلقك وخلق هذا الجعل فغلط عليك وجعل يخنقه ومعه أخوه أبي بن خلف يقول: زده عذابا حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره. فأخرجه نصف النهار في شدة الحر مقيدا إلى الرمضاء ووضع على بطنه صخرة فدلع لسانه فلم يزل على تلك الحال حتى ظنوا أنه قد مات، ثم أفاق فمر به أبو بكر رضي الله عنه فاشتراه وأعتقه.
وروى ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال: كان أبو فكيهة يعذب حتى - لا يدري ما يقول.
ومنهم عمار بن ياسر وأبوه وأمه سمية وأخوه عبد الله رضي الله عنهم روى البلاذري والبيهقي عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام أبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار، فأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمنعه الله بعمه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه قوما، وأما الآخرون فألبسوا دروع الحديد وصهروا في الشمس حتى بلغ الجهد منهم، وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها في قلبها فهي أول شهيدة في الإسلام.
وروى ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال: أخبرني من رأى عمار بن ياسر متجردا في سراويل. قال: ونظرت إلى ظهره فإذا فيه حبط فقلت: ما هذا؟ قال: هذا ما كانت قريش تعذبني في رمضاء مكة.
وروى البلاذري عنه أيضا قال: كان عمار يعذب حتى لا يدرى ما يقول.
وروى البلاذري عن أم هانئ رضي الله عنها أن عمار بن ياسر وأباه ياسرا وأخاه عبد الله ابن ياسر وسمية بن عمار كانوا يعذبون في الله فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. فمات ياسر في العذاب وأغلظت سمية لأبي جهل فطعنها في قلبها فماتت، ورمي عبد الله فسقط (1).