سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ١ - الصفحة ١٦٤
جرهم دخله السيل من أعلى مكة فانهدم، فأعادته جرهم على بناء إبراهيم صلى الله عليه وسلم وجعلت له مصراعين وقفلا. انتهى.
فهذا نقل صريح يشهد لما في حديث سيدنا علي - رضي الله تعالى عنه.
المرة السابعة: عمارة قصي بن كلاب نقله الزبير بن بكار (1) في كتاب النسب، وجزم به الإمام أبو إسحاق الماوردي في الأحكام السلطانية.
المرة الثامنة: عمارة قريش وستأتي.
المرة التاسعة: عمارة عبد الله بن الزبير (2) - رضي الله عنهما عن عائشة (3) - رضي الله تعالى عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم؟ " فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا حدثان قومك بالكفر ". فقال عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين الشاميين اللذين يليان الحجر، إلا لأن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة وأعدتها على بناء إبراهيم، فإن قريشا اقتصرت بناءه، وجعلت له خلفا ". قال هشام:
يعني بابا.

(١) الزبير بن بكار بن عبد الله القرشي الأسدي المكي، من أحفاد الزبير بن العوام، أبو عبد الله: عالم بالأنساب وأخبار العرب، رواية. ولد في المدينة، وولي قضاء مكة فتوفي فيها. له تصانيف، منها " أخبار العرب، وأيامها " و " نسب قريش وأخبارها " باسم " جمهرة نسب قريش " و " الأوس والخزرج " و " وفود النعمان على كسرى " و " أخبار ابن ميادة " و " أخبار حسان " و " أخبار عمر بن أبي ربيعة " و " أخبار جميل " و " أخبار نصيب " و " أخبار كثير " و " أخبار ابن الدمينة " وله مجموع في الأخبار ونوادر التاريخ، سماه " الموافقيات ". توفي ٢٥٦ ه‍. الأعلام ٣ / 42.
(2) عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو خبيب بمعجمة مضمومة، المكي ثم المدني، أول مولود في الإسلام وفارس قريش. له ثلاثة وثلاثون حديثا، اتفقا على حديث، وانفرد (خ) بستة، وانفرد (م) بحديثين. وعنه بنوه عباد وعامر، وأخوه عروة وعطاء وطاوس. شهد اليرموك وبويع بعد موت يزيد، وغلب على اليمن والحجاز والعراق وخراسان، وكان فصيحا شريفا شجاعا لسنا أطلس. قتل بمكة سنة ثلاث وسبعين، ومولده بعد الهجرة بعشرين شهرا، الخلاصة 2 / 56.
(3) عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما التيمية، أم عبد الله الفقيهة أم المؤمنين الربانية، حبيبة النبي صلى الله عليه وسلم لها ألفان ومائتان وعشرة أحاديث، اتفقا على مائة وأربعة وسبعين، وانفرد (خ) بأربعة وخمسين، و (م) بثمانية وستين. وعنها مسروق والأسود وابن المسيب وعروة، والقاسم وخلق. قال عليه السلام " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " وقال عروة: ما رأيت أعلم بالشعر من عائشة. وقال القاسم: كانت تصوم الدهر. وقال هشام بن عروة:
توفيت سنة سبع وخمسين. ودفعت بالبقيع. الخلاصة 3 / 387 وسيأتي لها ترجمة مفصلة.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست