جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف ومسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلا وشرفا لما كان صلى الله عليه وسلم حاويا للفضائل ومنه كون بلد مولده صلى الله عليه وسلم أفضل من غيرها حسن ذكر بعض أخباره وفضائله - وأيضا فإن جماعة ممن ألف في السير منهم أبو الربيع (1) رحمه الله تعالى تعرضوا لبعض ذلك فتبعتهم وبالله التوفيق.
الباب الأول في بدء أمر الكعبة المشرفة " قال الله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس ببكة).
وروى ابن أبي شيبة (2) والإمام أحمد وعبد بن حميد والشيخان وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبي ذر - رضي الله تعالى عنه - قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال:
المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال أربعون سنة (3).
وروى ابن المنذر وابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن علي - رضي الله تعالى عنه - في الآية قال: كانت البيوت قبله ولكنه أول بيت وضع لعبادة الله تعالى.
وروى ابن جرير عن الحسن في الآية قال: إن أول بيت وضع للناس يعبد الله تعالى للذي ببكة.