لا يفند: أي لا يخطأ ولا يضعف رأيه.
العنان بفتح العين المهملة بعدها نون: السحاب، الواحدة عنانة.
الأفنان: ه الأغصان، الواحدة: فنن.
فقدك يا سفيان: أي حسبك وكفاك.
وروي عن عمرو بن عبسة (1) - بعين وبسين مهملتين بينهما باء موحدة مفتوحات - رضي الله تعالى عنه: قال رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، ورأيت الباطل يعبدون الحجارة، فلقيت رجلا من أهل الكتاب فسألته عن أفضل الدين فقال: يخرج رجل بمكة ويرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين فإذا سمعت به فاتبعه. فلم يكن بي هم إلا مكة آتيها فأسأل: هل حدث فيها أمر؟ فيقولون لا. فإني لقاعد على الطريق إذا مر بي راكب فقلت: من أين جئت؟ قال: من مكة. قلت: هل حدث فيها خبر؟ قال: نعم، رجل رغب عن آلهة قومه ودعا إلى غيرها. فقلت: صاحبي الذي أريد. فأتيته فوجدته مستخفيا، فقلت: ما أنت؟
قال: نبي. قلت: وما النبي؟ قال: رسول. قلت: من أرسلك؟ قال: الله. قلت: بماذا أرسلك؟
قال: أن توصل الأرحام وتحقن الدماء وتؤمن السبل وتكسر الأوثان ويعبد الله ولا يشرك به شيئا.
قلت: نعم ما أرسلك به، أشهدك أني قد آمنت بك وصدقتك أفأمكث معك ما ترى؟ قال: ترى كراهة الناس لما جئت به فامكث في أهلك، فإذا سمعت أني قد خرجت مخرجا فاتبعني. فلما سمعت به صلى الله عليه وسلم خرج إلى المدينة سرت حتى قدمت عليه.
رواه ابن سعد وأبو نعيم وابن عساكر (2).
وروى أبو نعيم وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: بلغني أن بني إسرائيل لما أصابهم ما أصابهم من ظهور بختنصر - وفرقتهم وذلهم تفرقوا، وكانوا يجدون محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوثا في كتبهم وأنه سيظهر في بعض القرى العربية في أرض ذات نخل، ولما خرجوا من أرض الشام جعلوا يتقرون كل قرية من تلك القرى العربية بين الشام واليمن يجدون نعتها نعت يثرب، فنزل بها طائفة منهم ويرجون أن يلقوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيتبعونه، حتى نزل من بني هارون بيثرب منهم طائفة، فمات أولئك الآباء وهم مؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم أنه جاء ويحثون أبناءهم على اتباعه إذا جاء، فأدركه من أدركه من أبنائهم فكفروا به وهم يعرفونه.
بخت بضم الموحدة وإسكان الخاء المعجمة ثم مثناة فوقية ونصر بفتح النون والصاد