وجعله لباسا ليلبسوا من راحته ومنامه، ليكون ذلك جماما وقوة، ولينالوا به لذة وشهوة.
وخلق النهار مبصرا، ليبتغوا من فضله، وليتسببوا إلى رزقه، ويسرحوا في أرضه، طلبا لما فيه نيل العاجل في دنياهم، ودرك الأجل في أخراهم، بكل ذلك يصلح شأنهم ويبلو أخبارهم، وينظر كيف هم في أوقات طاعته، ومنازل فروضه ومواقع أحكامه، ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
اللهم فلك الحمد على ما فلقت لنا من الأصباح، ومتعتنا به من ضوء النهار وبصرتنا به من مطالب الأفوات، ووقيتنا فيه من طوارق الآفات، أصبحنا (1) وأصبحت الأشياء كلها لك بجملتها، سماؤها وأرضها، وما بث في كل واحد منهما، ساكنه ومتحركه، ومقيمه وشاخصه، وما علا في الهواء، وبطن في الثرى، أصبحنا اللهم في قبضتك وملكك يحوينا سلطانك، وتضمنا مشيتك، ونتصرف عن أمرك ونتقلب في تدبيرك، ليس لنا من الأمر إلا ما قضيت، ولا من الخير إلا ما أعطيت وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، إن أحسنا ودعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذم.
اللهم فصل على محمد و آل محمد. وارزقنا حسن مصاحبته. واعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة. أو اقتراف كبيرة أو صغيرة. وأجزل لنا فيه من الحسنات. وأخلنا فيه من السيئات. واملأ لنا ما بين طرفيه حمدا وشكرا. وأجرا وذخرا. وفضلا وإحسانا. اللهم يسر على الكرام الكاتبين مؤنتنا. واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا. ولا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا. اللهم اجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادتك. ونصيبا من شكرك. وشاهد صدق من ملائكتك.