الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٦٢
رضي هشام عليه وصفحه عنه ثم بعد أن أقام مدة متواريا وأيقن أن الطلب قد خف. سار في جماعة من بني أسد إلى الشام وقدم اعتذاره إلى هشام وطلب منه الأمان من القتل ولم يزل به حتى أجاره. وروي أن الكميت أرسل وردا مع ابن أخيه زيد إلى أبي جعفر محمد بن علي وقال له: إن الكميت أرسلني إليك وقد صنع بنفسه ما صنع فتأذن له أن يمدح بني أمية قال نعم هو في حل فليقل ما شاء، وقيل: لما دخل الكميت على هشام سلم ثم قال: يا أمير المؤمنين غائب آب. ومذنب تاب. محا بالإنابة ذنبه. وبالصدق كذبه. والتوبة تذهب الحوبة ومثلك حلم عن ذي الجريمة.
وصفح عن ذي الريبة. فقال له: ما الذي نجاك من خالد القسري؟ قال صدق النية في التوبة. قال: ومن سن لك الغي وأورطك فيه؟ قال: الذي أغوى آدم فنسي ولم يجد له عزما فإن رأيت يا أمير المؤمنين تأذن لي بمحو الباطل بالحق. بالاستماع لما قلته فأنشده:
ذكر القلب إلفه المهجورا * وتلافي من الشباب أخيرا أورثته الحصان أم هشام * حسبا ثاقبا ووجها نضيرا وكساه أبو الخلائف مروان * سني المكارم المأثورا لم تجهم له البطاح ولكن * وجدتها له معانا ودورا وكان هشام متكئا فاستوى جالسا وقال هكذا فليكن الشعر. ثم قال:
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 » »»
الفهرست