الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١٣
متعاظم الأفعال لا هويتها * للأمر قبل وقوعه دراك (1) أوفى من القمر المنير لنعله * شسع وأعظم من ذكاء شراك (2) الصافح الفتاك والمتطول المناع والأخاذ والثراك (3) قد قلت للأعداء إذ جعلوا له * ضدا أيجعل كالحضيض شكاك (4) حاشا لنور الله يعدل فضله * ظلم الضلال كما رأى الأفاك (5)

1 قوله متعاظم الأفعال أي أفعاله تعظم عند الناس أي لا يعظم عندها شئ وقوله لا هويتها شبه أفعاله (ع) أفعال الله تعالى بزيادتي الواو والتاء كالملكوت والجبروت، قال الجوهري اللاهوت إن صح كونه من كلام العرب فهو مشتق من لاه أي استتر ووزنه فعلوت مثل رعبوت ورحموت وليس مقلوبا كالطاغوت وقال مكي القيسي الطاغوت اسم يكون للواحد والجمع وهو مشتق من طغى لكنه مقلوب وأصله طغيوت على وزن فعلوت مثل جبروت ثم قلبت الياء في موضع العين فصار طيغوت فانقلبت الفاء لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار طاغوت فأصله فعلوت مقلوب إلى فلعوت وقد يجوز أن يكون أصل لامه واوا فيكون أصله طغووتا لأنه يقال طغى يطغو ويطغى وطغيت وطغوت يريد تعظيم أفعاله وأنها كأفعال الله تعالى لا يعظم عندها شئ.
2 شسع النعل السير الذي بين الإصبعين في النعل العربية والشراك ما حول القدم من السيور وذكاء اسم من أسماء الشمس جعل شسع نعله وشراكها أعظم من القمر والشمس.
3 وصفه بأنه إمام حق يحكم بالحق فيما يراه من المصالح فتارة يصفح وأخرى يقتل ومرة يمنع ومرة يأخذ ويترك بحسب ما تقتضيه المصلحة وهو شأن الأئمة العدل.
4 الحضيض قرار الأرض من منقطع الجبل، والشكاكة والشكاك أعلى الهوى جعل محل علي مرتفعا ومحل غيره منخفضا ولا مناسبة بينهما.
5 حاشا كلمة معناها مباعدة الشئ عن غيره. والأفاك الكثير الكذب نزهه في هذا البيت عن أن يماثله أحدو استعار للأعداء لفظ الظلم ولعلي النور لأنه نور الهدى والحق.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست