جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عمار مع الحق والحق مع عمار يدور معه حيث دار وإذا افترق الناس يمينا وشمالا فانظروا الفرقة التي هو فيها فاتبعوها فإنه يدور مع الحق حيث ما دار (1) فليس يخلوا حال عمار في حال ضربه من أن يكون فعل باطلا وقال باطلا أو أن يكون فعل حقا وقال حقا، فإن ادعى مدع أن عمارا قال باطلا استوجب به من عثمان ما فعل به من ضربه له كان مدعى ذلك مكذبا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذ كان الإجماع واقعا أن رسول الله " ص " قال: عمار مع الحق والحق مع عمار ومن قال فيه رسول الله صلى الله وآله وسلم هذا القول كان محالا أن يظن به ذو فهم أن يقول باطلا. وإذا فسد قول من يدعي ثبت أن عمارا قال حقا وفعل حقا كرهه عثمان فضربه عليه، وإذا كره عثمان الحق فقد كره كتاب الله لقوله تعالى " وبالحق أنزلناه وبالحق نزل " وإذا كره كتاب الله كان ممن قال الله فيه " ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم " (2)
(٥٤)