(أقول) كأنه يشير بقوله (كان في أول أمره مستقيما محمود الطريقة) إلي ما ذكره بعض أصحاب المعاجم من أنه غلا في آخر عمره وأظهر بعض المقالات المضادة لمذهب الشيعة الإمامية، ولكن الذي اعتقده أنه برئ من مثل هذه المذاهب الفاسدة ولذا لم يطعنه بذلك كثير من العلماء المتقدمين، واحسب أن ذلك الطعن جاءه من بعض سماسرة بني أمية الذين هم في عصره لا سيما بعد ما اطلعوا على تأليفه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) هذا الكتاب الذي أبان فيه فضائح القوم ومخازيهم وما ارتكبوه من الجرائم في غصبهم حقوق آل البيت النبوي عليهم السلام، ولعمري لقد قلبوا الشريعة ظهرا لبطن ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، فماذا تنتظر من دعاة الضلال وأولياء بني أمية أن يقولوا في شأن من أصحوا بالحقيقة وكافح وجاهد في سبيل الدين وإظهار كلمة الحق غير أن ينبزوه بكل شائنة ويصموه بكل عار وشنار مهما ساعدتهم الظروف ولكن أبى لله إلا أن يتم نوره ولو كره الفاسقون.
وقال العلامة المحدث النوري (ج 3 ص 322) في الفائدة الثانية من خاتمة مستدرك الوسائل: كان إماميا مستقيما من أهل العلم والفضل والمؤلفات السديدة، ثم أطرى كتابه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) وقال هو في أسلوبه ووضعه ومطالبه من الكتب البديعة الكاشفة عن علو مقام فضل مؤلفه ولذا اعتمر عليه العلماء الأعلام مثل ابن شهرآشوب في مناقبه وفي معالمه إشارة إلى ذلك، والشيخ يونس البياضي في كتاب الصراط المستقيم بل وكلام العلامة الحلي رحمه الله يشير إلى أنه من الكتب المعروفة بين الإمامية والقاضي في الصوارم المهرقة وغيرهم.
(مؤلفاته) أورد النجاشي في الفهرس مؤلفات عديدة وإليك أسماؤها كتاب