صلوات الله عليهم الذين هم عدل الكتاب بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي) والذين أمر الله تعالى بمودتهم بقوله (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وليس من البدع أن يتذمر هذا العلوي (صاحب الكتاب) الغيور عما جرى على سلفه الطاهر وهو يرى (والحق كما يرى) أن الذي ابتز منهم هو حقهم الثابت لهم غير أن عوامل الشره وتهمة الحاكمية وحب الرياسة الباطلة حدت بالحثالة من سماسرة المطامع والشهوات إلى بخس هاتيك الحقوق واضطهاد أربابها، وحبذا لو أقنعتهم الأثرة عن الاضطهاد لكن راقهم أن لا يدعوا من أولئك نافخ ضرمة فلم يسمع ولم يشهد إلا أنة بين الحائط والباب وساقط على العتبة ولهبة على رتاج البيت وحنة من بين سياجه وملبب يقاد إلى رعاياه ومستضعفون لا يعدون ولا يفتقدون إن غابوا وإن شهدوا حتى كأن أولئك الصدور هم الأذناب وإنما خلقوا لأن يكونوا أتباعا وهم الأمراء والساسة والملوك والقادة ولم ينتهز نبي الاسلام (ص) فرصة إلا وأشار بذكرهم ونوره بمكانتهم ونص على خلافتهم في كل جمع ومحتشد ومحفل ومنتدى نعم هكذا تكون الحالة إذا استولت الذنابى وملك العبيد، وإذ تسللت الحقب ومضت الأعوام ولم يتسن للعلوي الناهض الانتصار لقومه برد الحقوق إلى مواطنها جاء رافعا عقيرته بالدلالة على مواقعها الأصلية فلم يدع في قوس الجهاد منزعا إلا وأعطى للحق حقه وقديما ما قيل: اعط القوس باربها (مشايخه في الرواية والراوون عنه) قد عرفت أنه يروي عن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي صاحب التفسير (انظر ص 29) ويروي أيضا عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي (الذي هو من مشايخ الصدوق ابن بابويه) عن أحمد بن الفضل عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام، انظر (ص 90)
(ترجمة المؤلف ١٠)