الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ١٣٦
هوة الموت كذلك آذى عبد الله بن قراد الخثعمي أن يسفك دم بني أهله ولكنه ظل مخلصا للمختار كما نجد من ناحية أخرى أن ابن شبث بن ربعي قاتل ضد أبيه بشجاعة وعناد. وقد اتخذ الاشراف وقبائلهم مراكزهم في ثلاثة مواضع من الكوفة فمضر كانت في الكناسة وأهل اليمن في جبانة السبيع (المتصلة بالسبخة) وربيعة كانوا في الخارج عند السبخة. وحمي وطيس القتال خصوصا في جبانة السبيع حيث وقف المختار بنفسه يقاتل أهل اليمن وكان هؤلاء خصوصا من قبيلة همدان لان مذحج (واليهم ينتسب إبراهيم) اعتزلت القتال وكانت الضربة الحاسمة حينما قام بنو شبام فأتوا القوم من ورائهم وكانوا من بني جلدتهم أعنى من قبيلة همدان واستطاع إبراهيم (الذي لم يشأ أن يقاتل أهل اليمن) أن يمزق شمل مضر بغير صعوبة وتشتت شمل ربيعة قبل أن يشهروا سيفا. وكان أهل اليمن في الفريقين: فريق العصبية العربية وفريق الشيعة - أشد القوم قتالا على أنهم أقوى القبائل في الكوفة عددا وبأسا.
ونادى منادى المختار بعد أن تم له الانتصار أنه من أغلق بابه فهو آمن إلا رجلا شارك في دم آل محمد فاستثنى من الأمان من اشتركوا في قتل الحسين وأطلق العنان للشيعة لينتقموا من قتلة الحسين بعد أن كان قد منع من هذا الانتقام فتوالى القتلى في الاسرى أولا ثم في المئولين الرئيسيين عن مأساة كربلاء فاستخرجوا من مكامنهم وقتلوا بدعوى أن ذلك بأمر من ابن الحنفية هذا الشيخ المقيم في المدينة وكان العبيد والموالي كالكلاب البوليسية وراء سادتهم القدماء وكانت النسوة يخبرن عن أزواجهن فقتل شمر بن ذي الجوشن كما قتل عمر بن سعد ونفر كثير من أهل قريش ومن استطاع من الاشراف أن يهرب هرب إلى البصرة عند مصعب بن الزبير (1) وهدمت بيوتهم في الكوفة ولكن المختار ضمن حماية من خلفوا من النساء والأبناء والحرم (الطبري 2 / 719). أما المختار نفسه فلم يكن أشد القوم تنكيلا بهم بل قد قتل كثيرون دون علم منه وعلى عكس

(1) هرب أسماء بن خارجة الفزاري أبو زوجة عبيد الله بن زياد إلى الشام راجع (الأغاني) (13 / 36 وما يليها في ص 37) [لا 36 كما ورد خطأ في نص المؤلف] (س 21 اقرأ عبيدها).
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست