الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ١٣٧
ما أمر به. وخلى عن سراقة بن مرداس لا لشئ إلا لأنه قال شعرا ذكر فيه أن أعداء المختار شاهدوا الملائكة تحارب في صف المختار وأنهم هربوا من هؤلاء الملائكة. ثم الزمه المختار أن يعلن هذه الأكذوبة الشعرية من فوق المنبر وأن يحلف بصحة ما رأى ثم طرده خارج الكوفة.
وبعد أن قضى المختار على هذه الفتنة عاد بعد يومين فأرسل إبراهيم بن الأشتر ضد أهل الشام وأمره بأن يهاجم متى لقيهم وصحب بنفسه الجيش إلى الفرات ووعدهم بالنصر والتقى الفريقان عند نهر خازر الذي يصب في الدجلة من خلال الزاب الكبير ولم تذكر الروايات - وهذا أمر غريب! - تاريخ هذه المعركة ولكن لا شك في أنها وقعت في الشهر الأول من سنة 67 ه‍ (أغسطس سنة 686) (1). فانتصر الشيعة على عدوهم الذي كان يبلغ عشرة أضعافهم بفضل مهارة قائدهم وبفضل شجاعتهم هم ولم تطلق حمامات بيض (2) وخيانة القيسيين في جيش أهل الشام - إن صح الكلام عن خيانة وقعت - إنما حدثت بعد أن تقرر مصير المعركة (الطبري 2 / 712 وما يليها) وقتل عبيد الله بن زياد وقتل الحصين بن نمير السكوني وقتل شرحبيل بن ذي الكلاع - انتقاما للمدن المقدسة وللحسين ولمالك بن الأشتر. وغرق معظم الهاربين من أهل الشام في الماء ونهب عسكرهم وبينما كانت الحملة الأولى التي أرسلها المختار تحت قيادة يزيد ابن أنس من الفرسان لم يكن في الحملة الثانية إلا قليل جدا من الفرسان (الطبري 2 / 709 س 5 ص 721 س 11 وما يليه) أي إنها كانت تتألف من الموالي وكانوا يضربون بالعمد على الخوذ والدروع التي يحملها جنود أهل الشام

(1) قضى على الفتنة في الكوفة - حسب رواية الطبري (2 / 667) - في 24 ذي الحجة سنة 66 ه‍ وبحسب الطبري (2 / 701 س 1) ثم سار إبراهيم بجيشه بعد ذلك بيومين أي في 26 ذي الحجة فلا يمكن أن يكون قد بلغ منطقة الموصل قبل العام الجديد. ولكن بحسب الطبري (2 / 70 س 3) أن إبراهيم خرج يوم 22 من ذي الحجة سنة 66. فالحوادث التي وقعت بالكوفة والتي بدأت بعد المعركة التي جرت عند الموصل في 9 ذي الحجة بيومين قد تدافعت على نحو أسرع مما جرى عليه الامر في الواقع.
(2) هذه الخرافة وردت في الكامل (ص 598) وما يليها.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست