مجتمع الأنهار فذخب ماء الفرات كله في هذه الأنهار وبقيت سفن أهل البصرة في الطين. فلما رأوا ذلك خرجوا من السفن يمشون وأقبلت خيلهم تركض حتى أتوا ذلك الغلق فكسروه وصمدوا صمد الكوفة) (الطبري 2 / 725) وزحف المهلب من الأنبار قاصدا الكوفة فالتقى بالمختار وأصحابه في حروراء وحمى وطيس القتال فسقط محمد بن الأشعث قائد الكوفيين في جيش أهل البصرة سقط قتيلا هو ومن معه كذلك قتل عبد الله بن علي بسيوف من ألهوا أسرته. وأبقى المهلب على رجاله من الأزد وتميم احتياطا ولم يرجع إلى مصعب حينما طلبه ليكلمه في هذا الامر. فلما بدا له الوقت المناسب نزل بهم إلى المعركة وكان هجومهم فاصلا فيها. فامتلأ ميدان المعركة بجثث أكبر نبلاء شيعة الكوفة. وقاتل المختار طوال الليل وهو مترجل حتى كاد أن يكون وحده في الميدان. وهنالك أذعن لرأي القلة التي بقيت معه والتي كانت تحثه على العودة فعاد إلى قصره (1).
وكان إبراهيم بن الأشتر قد بقي في الموصل وإن لم يكن ثمة حاجة كبيرة إليه هناك ضد أهل الشام. ولعله كانت لدى المختار أسباب تدعوه إلى عدم دعوة إبراهيم. ذلك أنه لم يكن نصيرا مخلصا كل الاخلاص ولكن لو كان إبراهيم هناك لاتخذت الأمور مجرى آخر بسهولة. فالجنود الشيعة كانوا أكفاء لقتال البصريين ولكن كان ينقصهم القائد. وإبراهيم كان قادرا على المهلب. ولكن بدلا من ذلك صالح مصعب بن الزبير وظل له مخلصا حتى الممات.
وفي غداة المعركة زحف جيش البصرة حتى دخل (من المدخل الرئيسي للسبخة) إلى مشارف الكوفة ثم ضيقوا الخناق على المختار شيئا فشيئا وقطعوا عنه