وأقسم يمين الاخلاص ومن ذلك الوقت كان في صحبة مسلم وكان يسمع ويرى كل شئ يجري في دار هانئ بن عروة وينقل ذلك كله إلى عبيد الله.
وأرسل عبيد الله إلى هانئ رجلين شريفين صديقين لهانئ ليأتوا به إلى عبيد الله بحجة أن هذا لم يره عنده منذ وقت طويل فلما مثل أمامه حادثه في الامر (1).
ولم يستطع الكذب بحضرة الجاسوس ووعد بأن يصرف ضيفه (أي مسلم بن عقيل) ولكنه لم يشأ أن يسلمه. فهدده عبيد الله بالقتل فقال هانئ: (إذن تكثر البارقة حول دارك!) فكان رد عبيد الله أن استعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه. فوثب هانئ وأخذ سيف شرطي كان إلى جواره. فأمسكوا به وسجنوه. وفي تلك الأثناء أقبل بنو مذحج حتى أحاطوا بالقصر وهم يقولون: (لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة) ولكننا سمعنا أن أخانا يقتل. فقام القاضي شريح فهدأ ثائرتهم بأن أكد لهم أن هانئا حي فشكروا الله وانسحبوا وكان كل شئ كان على ما يرام.
ولكن هذا لم يكف لابعاد الخطر عن عبيد الله إذ لم يكد مسلم بن عقيل يعلم بحبس هانئ حتى قرر ألا ينتظر طويلا فجمع أصحابه بسرعة (2) وسار بهم في اليوم نفسه إلى السوق وأما عبيد الله فانطلق من المسجد حيث كان يقيم الصلاة وتحرز في القصر وغلق الأبواب. ولم يكن معه إلا بعض الموالي وثلاثون رجلا من