لهم تعويض مناسب بمثابة كفارة عما ينتظرهم من انتهاك حرمة الأماكن المقدسة فيقال: إن كلا منهم أعطى مائة دينار ذهبي وفرسا عربيا وبغلا لحمل الأمتعة.
وانتظرهم الخوارج في وادي القرى فهزم الخوارج وقتل معظمهم وذلك في أواسط جمادى الأولى سنة 130 (21 يناير سنة 748) ونجا أبو حمزة ومعه ثلاثون رجلا وهرب إلى مكة (1).. فلما بلغ ابن عطية المدينة وجدها نظيفة من الخوارج فالبقية القليلة منهم الذين ظلوا فيها (بقيادة المفضل) قد قضى عليها أهل المدينة وقتلوا منهم أيضا بشكست البرئ الأعزل لما علموا بنتيجة المعركة وذلك في يوم الاثنين التالي (الأغاني) (20 / 109 س 10). أما أبو حمزة فقام يدافع في مكة مرة أخرى. ولكنه لم يشأ أن يتخذ إجراءات شديدة لحماية نفسه من غدر أهل مكة ولهذا كانت مقاومته عبثا فانتصر ابن عطية مرة أخرى وأمر بقتل الاسرى وصلب زعماء الخوارج (ومن بينهم أبو حمزة). وبعد أن أقام مدة طويلة في الطائف هجم على خليفة الخوارج طالب الحق نفسه فهزمه وقتله واستولى على عاصمته صنعاء بعد حصار لم يستمر طويلا واستولى كذلك على حضرموت (2) وحوالي نهاية سنة 130 ه أراد الرجوع إلى مكة بأسرع ما يستطيع ومعه قليل من أصحابه لان الخليفة أسند إليه أمر الحج بالناس وفي أثناء الطريق فاجأه رجلان من بني مراد هما ابنا جمانة حسباه لصا فقتلاه.
ومن هنا نجد أن طائفة الأباضية لم يكن هدفهم - مع طهارتهم وشدة تمسكهم بالدين - أن ينتصروا على جماعة المسلمين بالقوة بل إن يكسبوهم لمذهبهم وكان زوالهم يتبع زوال دولة بني أمية حذو النعل بالنعل.
.