الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر). وهذا إسناد جيد وفيه أنه كسف تلك الليلة فلعله حصل له انشقاق في ليلة كسوفه ولهذا خفي أمره على كثير من أهل الأرض ومع هذا قد شوهد ذلك في كثير من بقاع الأرض ويقال: إنه أرخ ذلك في بعض بلاد الهند، وبني بناء تلك الليلة وأرخ بليلة انشقاق القمر.
وأما ابن عمر فقال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا وهب بن جرير، عن شعبة، عن الأعمش عن مجاهد به. قال مسلم كرواية مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود (1). وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وأما عبد الله بن مسعود: فقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر عن ابن مسعود. قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين حتى نظروا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا. وهكذا أخرجاه من حديث سفيان - وهو بن عيينة - به.
ومن حديث الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن سمرة عن ابن مسعود قال: انشق القمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اشهدوا " وذهبت فرقة نحو الجبل. لفظ البخاري (2). ثم قال البخاري وقال أبو الضحاك عن مسروق عن عبد الله - بمكة - وتابعه محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه (3). وقد أسند أبو داود الطيالسي حديث أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود. قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش: هذا سحر ابن أبي كبشة.
فقالوا: أنظروا ما يأتيكم به السفار؟ فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم. قال فجاء السفار فقالوا ذلك (4). وقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا هشيم، حدثنا مغيرة، عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله. قال: انشق القمر بمكة حتى صار فرقتين. فقال كفار قريش لأهل مكة (5): هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة، أنظروا السفار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به. قال فسئل السفار، قال - وقدموا من