جامع أبو الحسن البصري الإسفي، حدث ببغداد عن الحسين بن طلحة النعالي، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة 540.
إسفنج: بالكسر ثم السكون، وفتح الفاء، وسكون النون، وجيم: قرية من كورة أرغيان من نواحي نيسابور، يقال لها سبنسج، منها: عامر بن شعيب الإسفنجي.
أسفونا: بالفتح ثم السكون، وضم الفاء، وسكون الواو، ونون، وألف: اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام، افتتحه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي، فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصن يمدحه ويذكره:
عداتك منك في وجل وخوف، يريدون المعاقل أن تصونا فظلوا حول أسفونا كقوم، أتى فيهم فظلوا آسفينا وذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه: أن محمود بن نصر رهن ولده نصرا عند صاحب أنطاكية على أربعة عشر ألف دينار، وخراب حصن أسفونا إذا ملك حلب وأخذها من عمه عطية، فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتا وشبل بن جامع، وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه.
أسفيجاب: بالفتح ثم السكون، وكسر الفاء، وياء ساكنة، وجيم، وألف، وباء موحدة: اسم بلدة كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان، ولها ولاية واسعة وقرى كالمدن كثيرة، وهي من الاقليم الخامس، طولها ثمان وتسعون درجة وسدس، وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة، وكانت من أعمر بلاد الله وأنزهها وأوسعها خصبا وشجرا ومياها جارية ورياضا مزهرة، ولم يكن بخراسان ولا بما وراء النهر بلد لا خراج عليه إلا أسفيجاب لأنها كانت ثغرا عظيما فكانت تعفي من الخراج وذلك ليصرف أهلها خراجها في ثمن السلاح والمعونة على المقام بتلك الأرض، وكذلك كان ما يصاقبها من المدن نحو طراز وصبران وسانيكث وفاراب حتى أتت على تلك النواحي حوادث الدهر وصروف الزمان، أولا من خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن. آق سنقر بن محمد بن أنوشتكين، فإنه لما ملك ما وراء النهر وأباد ملك الخائنة، وكانوا جماعة قد حفظ كل واحد منهم طرفه، فلما لم يبق منهم أحدا، عجز عن حفظ تلك البلاد لسعة مملكتها فخرب بيده أكثر تلك الثغور وأنهبها عساكره، فجلا أهلها عنها وفارقوها بأجياد ملتفتة وأعناق إليها مائلة منعطفة، فبقيت تلك الجنان خاوية على عروشها تبكي العيون وتشجي القلوب منهدمة القصور متعطلة المنازل والدور، وضل هادي تلك الأنهار وجرت متحيرة في كل أوب على غير اختيار، ثم تبع ذلك حوادث في سنة 616 التي لم يجر منذ قامت السماوات والأرض مثلها، وهو ورود التتر، خذلهم الله، من أرض الصين الصين فأهلكوا من بقي هنالك متماسكا فيمن أهلكوا من غيرهم، فلم يبق من تلك الجنان المندرة والقصور المشرفة غير حيطان مهدومة وآثار من أمم معدومة، وقد كان أهل تلك البلاد أهل دين متين وصلاح مبين ونسك وعبادة، والإسلام فيهم غض المجني حلو المعنى يحفظون حدوده ويلتزمون شروطه، لم تظهر فيهم بدعة استحقوا بها العذاب والجلاء، ولكن يفعل الله بعباده ما يشاء،