في الحفر ثلاثمائة ألف درهم أو زائدا أو ناقصا، فربما صادف ما يستغني به هو وعقبه وربما حصل له مقدار نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك، وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة أخرى منه بعينه فيأخذان جميعا في الحفر، والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه، فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله الشياطين، فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت نفقة الآخر هدرا، وإن استويا اشتركا، وهم يحفرون أبدا ما حييت السرج واتقدت المصابيح، فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيي السراج لم يتقدموا، ومن تقدم مات في أسرع وقت، فالرجل منهم يصبح غنيا ويمسي فقيرا أو يصبح فقيرا ويمسي غنيا، وينسب إليها شاعر يعرف بالبنجهيري، معروف.
بنجيكت: بضم أوله، وسكون ثانيه، وكسر الجيم، وياء ساكنة، وفتح الكاف، وتاء مثناة، قال الإصطخري: بنجيكت أكبر مدينة بأشروسنة، وهي التي يسكنها ولاة أشر وسنة، يقدر رجالها بعشرين ألفا، ويشتمل خندقها على دور وبساتين وكروم وقصور وزروع، وقال أبو سعد: بنجيكت قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ، منها أبو مسلم مؤمن بن عبد الله البنجيكتي، يروي عن محمد بن نصر البلخي.
بندجان: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، وجيم، وألف، ونون: مدينة بفارس، ولست أدري أهو النوبندجان أو غيرها، وموضعهما في الاخبار واحد.
بندسيان: من قرى نهاوند، بها قبر النعمان بن مقرن، استشهد هناك يوم نهاوند، وهو أمير الجيوش، وقبر عمرو بن معدي كرب الزبيدي، فيما يزعم أهلها، والمشهور أن عمرو بن معديكرب مات بروذه قرب الري.
بندكان: بضم أوله: من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، ينسب إليها أبو طاهر محمد بن عبد العزيز العجلي البندكاني، كان إماما فاضلا مناظرا عارفا بالتواريخ، تفقه على الامام أبي القاسم الفوراني وروى الحديث عن الحسين بن الحسن بن عبد الله الكاشغري، روى عنه أبو الحسن الشهرستاني بمكة وأبو القاسم علي بن محمد، وحدثنا عنه أبو المظفر السمعاني، رحمه الله، عن أبي سعد السمعاني.
البندنيجين: لفظه لفظ التثنية، ولا أدري ما بندنيج مفرده، إلا أن حمزة الأصبهاني قال: بناحية العراق موضع يسمي وندنيكان وعرب على البندنيجين، ولم يفسر معناه: وهي بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد، يشبه أن تعد في نواحي مهرجانقذق، وحدثني العماد بن كامل البندنيجي الفقيه قال: البندنيجين اسم يطلق على عدة محال متفرقه غير متصلة البنيان، بل كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل الجميع متصلة، وأكبر محلة فيها يقال لها باقطنايا، وبها سوق ودار الامارة ومنزل القاضي، ثم بويقيا، ثم سوق جميل، ثم فلشت، وقد خرج منها خلق من العلماء محدثون وشعراء وفقهاء وكتاب.
بنديمش: بكسر الدال، وياء ساكنة، وميم مفتوحة، وشين معجمة: من قرى سمرقند في ظن أبي سعد، منها القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار الحافظ البنديمشي، توفي في شعبان سنة 524.
بنزرت: بفتح الزاي، وسكون الراء، وتاء فوقها نقطتان: مدينة بإفريقية، بينها وبين تونس يومان،