بقة: بالفتح، وتشديد القاف، واحدة البق: اسم موضع قريب من الحيرة، وقيل: حصن كان على فرسخين من هيت، كان ينزله جذيمة الأبرش ملك الحيرة، وإياه أراد قصير، وقد استشاره جذيمة بعد فوات الامر، وكان أشار عليه أن لا يمضي إلى الزباء، فلم يطعه، فلما قرب منها وأحاط به عساكرها قال جذيمة: ما الرأي يا قصير؟ فقال له: ببقة خلفت الرأي، فضربت العرب ذلك مثلا، فقال نهشل بن حري:
ومولى عصاني واستبد برأيه، كما لم يطع بالبقتين قصير فلما رأى ما غب أمري وأمره، وناءت بأعجاز الأمور صدور تمنى نئيشا أن يكون أطاعني، وقد حدثت، بعد الأمور أمور يقال: فعل ذلك نئيشا أي أخيرا بعد ما فات، والتنأش التأخر، قال عدي بن زيد:
ألا يا أيها المثري المزجى 1 ألم تسمع بخطب الأولينا؟
دعا بالبقة، الأمراء يوما، جذيمة عام ينجوهم ثبينا فلم ير غير ما ائتمروا سواه، فشد لرحله السفر الوضينا فطاوع أمرهم وعصى قصيرا، وكان يقول: لو نفع اليقينا وذكر قصة جذيمة والزباء بطولها.
بقيرة: بالفتح ثم الكسر: مدينة في شرقي الأندلس معدودة في أعمال تطيلة، بينهما أحد عشر فرسخا.
وبقيرة أيضا: حصن من أعمال رية.
بقيع الغرقد: بالغين المعجمة، أصل البقيع في اللغة:
الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد. والغرقد: كبار العوسج، قال الراجز:
ألفن ضالا ناعما وغرقدا وقال الخطيم العكلي:
أواعس في برث من الأرض طيب، وأودية ينبتن سدرا وغرقدا وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة، قال عمرو بن النعمان البياضي يرثي قومه وكانوا قد دخلوا حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم وأغلقوا بابها عليهم ثم اقتتلوا فلم يفتتح الباب حتى قتل بعضهم بعضا، فقال في ذلك:
خلت الديار فسدت غير مسود، ومن العناء تفردي بالسودد أين الذين عهدتهم في غبطة بين العقيق إلى بقيع الغرقد؟
كانت لهم أنهاب كل قبيلة، وسلاح كل مدرب مستنجد نفسي الفداء لفتية، من عامر، شربوا المنية في مقام أنكد قوم هم سفكوا دماء سراتهم، بعض ببعض فعل من لم يرشد يا للرجال! لعثرة من دهرهم تركت منازلهم كأن لم تعهد وهذه الأبيات في الحماسة منسوبة إلى رجل من خثعم وفي أولها زيادة على هذا، وقال الزبير: أعلى أودية العقيق البقيع، وأنشد لابي قطيفة: