البرامكة، وقد ذكرها أبو علي الفسوي في بعض مسائله فقال: أورم لا تكون الهمزة فيه إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابها ضربان أحدهما أن يجرد الفعل من الفاعل فتعرب ولا تصرف، والآخر أن يبقى فيه ضمير الفاعل فيحكى، وفي أورم الجوز أعجوبة وهي أن فيها بنية كانت في القديم معبدا فيرى المجاورون لها من أهل القرى بالليل ضوء نار ساطعا فإذا جاؤوها لم يروا شيئا، حدثني بذلك غير واحد من أهل حلب، وعلى هذه الأبنية ثلاثة ألواح من حجارة مكتوب عليها بالخط القديم ما استخرج وفسر فكان معنى ما على اللوح القبلي: الاله الواحد. كملت هذه البنية في تاريخ ثلاثمائة وثمان وعشرين سنة لظهور المسيح، عليه السلام.
وعلى اللوح الذي على وجه الباب: سلام على من كمل هذه البنية، وعلى اللوح الشمالي: هذا الضوء المشرق الموهوب من الله لنا في أيام البربر في الدور الغالب المتجدد في أيام الملك إيناوس وإيناس البحريين المنقولين إلى هذه البنية وقلاسس وحنا وقاسورس وبلابيا في شهر أيلول في الثاني عشر من التاريخ المقدم، والسلام على شعوب العالم والوقت الصالح.
أوريشلم: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء ساكنة، وشين معجمة مفتوحة، ولام مكسورة، ويروى بالفتح، وميم: هو اسم للبيت المقدس بالعبرانية إلا أنهم يسكنون اللام فيقولون أوريشلم، وقد قال الأعشى:
وطوفت للمال آفاقه:
عمان فحمص فأوريشلم أتيت النجاشي في داره، وأرض النبيط وأرض العجم وحكي عن رؤبة أن أوريسلم، بالسين المهملة، وروي أوريشلوم وأوريشلم، بتشديد السلام، وأوراسلم، بفتح الراء والسين، كذا حكاه أبو علي الفسوي وأنشد عليه بيت الأعشى فقال فأورى سلم، بكسر اللام، قال: وقال أبو عبيدة: هو عبراني معرب، والقياس في الهمزة إذا كانت في اسم أن تكون فاء مثل بهمى والألف للتأنيث ولا تكون للالحاق في قياس قول سيبويه، وإذا كان كذلك لم ينصرف في معرفة ولا نكرة، وجاء من هذه الحروف في كلام العرب الأوار فقال:
كأن أوارهن أجيج نار وقالوا في اسم موضع أوارة، وأنشد أبو زيد:
عداوية هيهات منك محلها إذا ما هي احتلت بقدس أوارة وروى بعض أصحابه:
إذا ما هي احتلت بقدس وآرت وهذا من لفظه الأول إذا قدرت الألف منقلبة عن الواو، قال الأعشى:
ها إن عجزة أمه بالسفح أسفل من أواره فإن قلت فهل يجوز أن يكون أورى أفعل فتكون الهمزة زائدة من أوريت النار وما في التنزيل من قوله تعالى: أفرأيتم النار التي تورون؟ قلت: ذلك لا يمتنع في القياس لان الاعلام قد تسمى بما لا يكون إلا فعلا نحو خضم وبذر، ألا ترى أنه ليس في العربية شئ على وزن فعل؟
أوريط: بالضم ثم السكون، وكسر الراء، وياء، وطاء مهملة: مدينة بالأندلس بين الشرق والجوف.