بلده قوله:
من سوى تربة أرضي، خلق الله اللئاما إن أخسيكث أم لم تلد إلا الكراما وأيضا، نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الفرغاني الأخسيكثي أبو عصمة، قال شيرويه: قدم همذان سنة 415.
روى عن بكر بن فارس الناطفي، وأحمد بن محمد بن أحمد الهروي، وغيرهما، حدثنا عنه أبو بكر الصندوقي، وذكره الحافظ أبو القاسم، وقال: في حديثه نكارة، وهو مكثر، وسمع بالعراق والشام وخراسان.
الأخشبان: تثنية الأخشب، وقد تقدم اشتقاقه في الأخاشب، والأخشبان: جبلان يضافان تارة إلى مكة، وتارة إلى منى، وهما واحد، أحدهما: أبو قبيس، والآخر قعيقعان. ويقال: بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك، ويسميان الجبجبين أيضا. وقال ابن وهب: الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى، وقال السيد علي العلوي: الأخشب الشرقي أبو قبيس، والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط، والخط من وادي إبراهيم. وقال الأصمعي: الأخشبان أبو قبيس، وهو الجبل المشرف على الصفا، وهو ما بين حرف أجياد الصغير المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة، وكان يسمى في الجاهلية الأمين، لان الركن كان مستودعا فيه عام الطوفان، فلما بنى إسماعيل، عليه السلام، البيت نودي: إن الركن في مكان كذا وكذا.
والأخشب الآخر الجبل الذي يقال له الأحمر، كان يسمى في الجاهلية الأعرف، وهو الجبل المشرف وجهه على قعيقعان، قال مزاحم العقيلي:
خليلي! هل من حيلة تعلمانها، يقرب من ليلى إلينا احتيالها؟
فإن بأعلى الأخشبين أراكة عدتني عنها الحرب دان ظلالها وفي فرعها، لو يستطاب جنابها، جنى يجتنيه المجتني لو ينالها ممنعة في بعض أفنانها العلا يروح إلينا كل وقت خيالها والذي يظهر من هذا الشعر أن الأخشبين فيه غير التي بمكة، إنه يدل على أنها من منازل العرب التي يحلونها بأهاليهم، وليس الأخشبان كذلك، ويدل أيضا على أنه موضع واحد، لان الأراكة لا تكون في موضعين، وقد تقدم أن الأخشبين جبلان، كل واحد منها غير الآخر، وأما الشعر الذي قيل فيهما، بلا شك، فقول الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، رضي الله عنه:
أحبك ما أقام منى وجمع، وما أرسى بمكة أخشباها وما نحروا بخيف منى وكبوا على الأذقان مشعره ذراها نظرتك نظرة بالخيف كانت جلاء العين أو كانت قذاها ولم يك غير موقفنا وطارت بكل قبيلة منا نواها