إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ، فيعرض للكتاب عارض فيفوت علمهم - إلى آخر كلامه (1). إلا أنه بعد ذلك رجع إلى الحكم باستحباب التدوين و التأليف، بل بوجوبه لما انتشر الاسلام واتسعت الأمصار.
ثم ذكر في الإشارة الثالثة من ذلك الفصل اختلافهم في أول من صنف، فقال:
واعلم أنه قد اختلف في أول من صنف، فقيل: الامام عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح البصري، المتوفى سنة 155 خمس وخمسين ومائة (2)، وقيل: أبو النضر سعيد بن أبي عروبة، المتوفى سنة 156 ست وخمسين ومائة (3)، ذكرهما الخطيب البغدادي. وقيل: ربيع بن صبيح، المتوفى سنة 160 ستين ومائة (4)، قاله أبو محمد