بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وأصبغ بن خليل ومحمد بن عبد السلام، وبمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، وببغداد محمد بن الجهم السمري وجعفر ابن محمد بن شاكر وأبا محمد بن قتيبة والحارث بن أبي أسامة وابن أبي الدنيا وأبا إسماعيل السلمي وإسماعيل القاضي - وأكثر عنه، وابن أبي خيثمة - وكتب عنه التاريخ، وبالكوفة إبراهيم بن عبد الله العبسي صاحب وكيع، وفاته أبو داود، وصنف سننا على منوال سننه، وصنف مسند مالك، وكتاب بر الوالدين، وكتاب الصحيح على هيئة صحيح مسلم، وله مصنف في الأنساب بديع الحسن، وله كتاب المنتقى في الآثار، وغير ذلك.
وذكروا انه كان بصيرا بالحديث ورجاله، رأسا في العربية، فقيها مشاورا، وفى آخر عمره كبر وكثر نسيانه وما اختلط، فأحس بذلك فقطع الرواية صونا لعلمه. روى عنه حفيده قاسم بن محمد وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن نصر ومحمد بن أحمد بن مفرج وأبو عثمان سعيد بن نصر وأحمد بن القاسم [التاهرتي 1] والقاسم بن محمد ابن عسلون وأبو عمر أحمد بن الحسور وخلق كثير، وانتهى إليه بتلك الديار علو الاسناد والحفظ والجلالة، اثنى عليه غير واحد، ومات بقرطبة في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاث مائة.
وفيها مات عالم ما وراء النهر ومحدثه الامام العلامة أبو محمد عبد الله ابن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري الملقب بالأستاذ جامع مسند أبي حنيفة الامام وله اثنتان وثمانون سنة، وشيخ العربية أبو القاسم