ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هنا شيخ من الابدال تشتهى ان تراه؟ قلت: بلى، فذهب بي فأدخلني خان الصباغين، فقالوا: اخرج، فقال أبو نصر: تجلس في هذا المسجد فإنه يجئ، فقعدنا وأبو نصر لم يذكر لي من الشيخ فأقبل أبو نصر ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء فسلم على فاتهمت انه أبو مسلم الحافظ فبينا نحن نحدثه قلت له: وجد الشيخ هاهنا من أقاربه أحدا، قال: الذين أردت لقاءهم انقرضوا، فقلت: هل خلف إبراهيم ولدا؟ أعني أخاه إبراهيم الحافظ، فقال: ومن أين عرفت أخي؟ فسكت، فقال لأبي نصر: من هذا الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلى وقمت إليه وشكا شوقه وشكوت مثله فاشتفينا من المذاكرة وجالسته مرارا ثم ودعته يوم خروجي فقال: يجمعنا الموسم فان على أن أجاور بمكة، ثم حج سنة ثمان وستين وجاور إلى أن مات وكان يجهد ألا يظهر لحديث ولا لغيره.
قلت: توفى سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن علي المقرئ انا أبو مسلم ابن مهران نا عبد المؤمن بن خلف سمعت صالح بن محمد سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن رجلين مائتي الف حديث، إبراهيم الفراء وابن أبي شيبة عبد الله.
وفيها توفى الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري النيسابوري المحدث، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق ببغداد، وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي البغدادي، وشيخ الشافعية ببغداد أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي، ومحدث بغداد ومسندها